البيوت الجاهزة.. نقص في الحديد ورخص الخامات والمكونات

البلدية تحمل المكاتب الهندسية المسئولية

البيوت الجاهزة.. نقص في الحديد ورخص الخامات والمكونات

 

 

البيوت الجاهزة – سريعة التجهيز- رغم هندستها المعمارية المتقدمة الا انها لا تخلو من الغش والتدليس في معظمها.. وهي احد اساليب التحايل والنصب السائدة في السوق العقارية الآن.. حيث يتعمد محضرو هذه النوعية من البيوت وضع الخامات الرخيصة في اساسياتها ومكوناتها.. وعدم الالتزام بالمعايير الهندسية المطلوبة للبناء كإنقاص كمية الحديد في القواعد والاعمدة والجسور والاسقف والاسوار والمواد العاظلة بهدف التوفير.. فضلا عن مكوناتها الرخيصة الصحية والكهربائية والابواب والنوافذ والاصباغ والارضيات والديكورات.. وغيرها.
والغش في البناء لم تعرفه السوق العقارية حتى عهد قريب لكنه انتشرت اليوم كانتشار النار في الهشيم في ظل تصاعد وتيرة البناء وتضاؤل دور البلدية في مراقبة المباني الحديثة الذي بات هامشيا لا يتعدى معاينة المخطط ومساحة الارض وجمال الواجهات الامامية.. فيما يبقى الدور الاساسي – كتحديد صلاحية الارض والخرسانة ومتانة القواعد والاعمدة والجسور – هامشيا ومعلقا في ذمة المقاول.. في وقت يتكبد صاحب المنزل الخسائر فيما يخرج المقاول من المشكلة مخرج الشعرة من العجين.

مطالبة بلجنة رقابية
وقال مدير الادارة الفنية بامانة مدينة الدمام المهندس زكي البيشي: ان البلدية غير مسئولة عن المخططات الانشائية ويتحمل المكتب الهندسي كامل المسئولية وان دورها ينحصر في معاينة المخطط الذي يقدمه طالب البناء وكذلك على مساحة الارض والواجهات من حيث جماليات الشارع فحسب.
واضاف: في حال وجود غش واضح في البناء فان الشكوى تتم عن طريق الحقوق المدنية ثم تحويل القضية الى مكتبين هندسيين احدهما من قبل المالك والآخر من قبل المقاول حيث يقدمان تقريريهما الى البلدية ويتم التأكد من التقريرين بارسال مهندس من قبل البلدية يكشف على المبنى ويقوم بأخذ عينات من المبنى ويتم ارسالها الى مختبرات خاصة تقوم بفحص العينات وتحديد نسبة العيوب.
واكد انه هناك مخالفات كثيرة حول العيوب الهندسية – على سبيل المثال – تم مؤخرا اخلاء منزل مكون من دورين في منطقة الدمام مخطط 91 نتيجة وجود عيوب هندسية نتج عنها تشققات في السقف وتصدعات في الاعمدة والسقف والقواعد مشيرا الى ان التصدعات ناتجة عن زيادة نسبة الكولاريد في مادة الرمل التي تؤثر على الحديد وتحدث به تآكلا.
وقال: ان المشاكل تتفاقم بسبب فتح المجال على مصراعيه امام كل شخص سواء كان مهندسا او غير مهندس بفتح مؤسسات هندسية.. وهذه احدى الاسباب التي ساهمت في ظهور مثل هذه الحالات في المباني.. ويقترح تشكيل لجان رقابية فنية تشرف على الخرسانات والمنازل الجاهزة، تتمتع بصلاحيات كافية.
ودعا المواطنين الى فحص الخرسانة فحصا دقيقا ومعرفة قوتها قبل الاقدام على الشراء.. لان زيادة نسبة الكولاريد في الخرسانة يمكن ان تؤدي الى تصدعها او انهيارها بعد فترة.. مشددا على ان فحص الخرسانة هو المهم وليس قوة الخرسانة لان قوتها ليست مشكلة.

الاشراف على البناء
وقال فايز الهاجري: كان بامكاني شراء بيت جاهز وإراحة نفسي من العناء ومتابعة العمال وجلب المواد وغير ذلك من امور التعمير.. لكنني فضلت الشروع في البناء من الارض الى السقف تحت متابعة دقيقة مني – ليس لعدم ثقة في المقاول – لكن للاطمئنان على سير عمل المبني وخلوه تماما من العيوب التي ربما تكون غير واضحة ظاهريا في البيوت الجاهزة.
واضاف: البيوت الجاهزة التي يتم انشاؤها عن طريق اشخاص لا مؤسسات معترفا بها لايتم الاعتناء بها اثناء مراحل الانشاء. كما ان موادها ايضا تكون رخيصة ورديئة.. وحدث ذلك امامي اثناء (صب) قواعد احدى هذه المباني حيث تم صبها بسرعة ودون عناية من قبل العمال او المهندس المشرف على العملية.. كما تم رفع الاخشاب عن القواعد في اليوم التالي دون اعطاء القواعد فرصة للتماسك.
اختيار المؤسسة اولا
وقال المهندس اسماعيل عبدالحميد: ان اختيار المؤسسات الجيدة تساعدنا على الاختيار السليم في الحصول على مبان مضمونة الجودة.. لان عملية شراء بيت جاهز من اي شخص لا نعرفه يعد مجازفة مشيرا الى ان اسباب التصدعات التي تحدث للمباني ذات العمر القصير سببها وجود نقص في نسب الحديد وعدم تقدير الاحمال من قبل المهندس المصمم.
واشار الى ضرورة ترك الاعمدة والجسور والقواعد لفترة زمنية لاتقل عن سبعة ايام مع ضرورة رشها بالماء حتى تتفاعل عناصر الخلطة بشكل جيد لتتحمل الاحمال.

 

——————————————————————————–

جريدة اليوم –  الثلاثاء 1428-02-16هـ الموافق 2007-03-06م

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *