التخطيط العمراني و الآثار المغربية الإسلامية

التخطيط العمراني و الآثار المغربية الإسلاميةبالقرن (1ه/7م)دراسة حضارية – آثريةعمل الباحثخالد عبد الكريم محمد عضو هيئة التدريس بكلية الآداب قسم الآثار- شعبة إسلامية

فالآثار الإسلامية الخاصة بالمرحلة الأولى ببلاد المغرب العربى، تدل بجلاء على البدايات الأولى للأسس التى قامت عليها العمارة والفنون الإسلامية هناك، مما جعل لها صفة مميزة لها عن فنون المشرق الإسلامى، وكونت وحدة معمارية فنية مع الأندلس، جعل لها مميزات معمارية خاصة، كاستخدام المشهر فى العقود، والعقد حدوة  الفرس، والمحراب المزخرف بالفسيفساء، والمئذنة التى على شكل برج المعروفة باسم “الصومعة”، واستخدام الخط الكوفى بانواعه المختلفة على الواجهات، والأفاريز، وأعلى المحاريب، واستخدام نظام الحرم مع المصلى فى نهاية هذه المرحلة للمساجد الجامعة.

    كدليل على روعة المعمار المسلم وجودة إتقانه، وبلاد المغرب تشمل الآن ” ليبيا وتونس ( المغرب للأدنى ) والجزائر ( المغرب الأوسط ) والمغرب و موريتانيا ( المغرب الأقصى) “, ويذكر ” الإدريسى “ فى كتابه ” الجغرافيا “ تعريف بلاد المغرب ” بأنها تلى برقة المصرية , حتى حدود الصحراء مع بلاد السودان الغربى، والأندلس، وساحل محيط بحر الظلمات “، ويذكر عنها ” اليعقوبى “: (أن بلاد المغرب تشمل الشمال الأفريقى حتى ساحل البحر المحيط و مصر والأندلس) 0                      

 ولقد اثبت المؤرخين: “أن الإسلام لم يثبت فى بلاد المغرب إلا بعد فتح الأندلس, وذلك بسبب الوحدة الجغرافية”، وقد أدى ثبات الإسلام إلى إنتشار اللغة العربية والإسلام وبداية ظهور الفنون والعمارة ذات الطابع المشرقى والمحلى.

     وذلك لأن المسلمين كانوا يقيمون مسجدا فى كل مكان يتم فتحه على أيديهم، ولقد إتخذت صفات المساجد فى هذه المرحلة سمات المساجد الإسلامية الأولى، من حيث الصحن الأوسط المكشوف و بواسطه النافورة ، ويحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ، ويوجد باب فى كل ضلع ما عدا جدار القبلة نادرا ما كان يوجد به باب، والباب إلى الأرض بدون سلم، وأسوار المدن من الطوب اللبن فى بداية هذه المرحلة، إلا ما كان من حصون رومانية وبربرية تم استخدامها لحين بناء الحصون الإسلامية الجديدة، وهذا ما سوف نتناوله بالتفصيل من خلال صفحات هذا الكتاب 0