للكاتب
مصطفى جلال محمد رمضان
قسم الهندسة المعمارية – معهد مصر العالي للهندسة والتكنولوجيا – أكاديمية مصر– المنصورة
إننا نعيش الآن حقيقة واقعة ويجب الاعتراف بها وهي أن مناخ ممارسة العمارة لا يدفع إلى الإبداع وبالتالي فهو
لا ينتج مبدعين، والسبب في ذلك في المقام الأول يرجع إلى مكونات وأساليب العملية التعليمية المعمارية، والتي تهتم
بإكساب المعرفة أكثر من اهتمامها بكيفية توظيف وتطبيق تلك المعرفة، أي قدر ة الفرد على استخدام ما تعلمه في
مواجهة مختلف المواقف، وبذلك يعجز الطالب عن حل الإشكاليات التي تتطلب تقديم حل إبداعي، ومن أهم مشاكل
التعليم المعماري في الوقت الحاضر عدم الوعي والقدرة على التعامل مع حقائق ممارسة المهنة كذلك عدم القدرة على
توقع الاحتياجات الم ستقبلية للمجتمع سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادي ة. مما يؤدي إلى وجود فجوة بين المعرفةوالتصميم من ناحية كذلك التعليم والممارسة من ناحية أخرى . وتتركز المشكلة البحثية في أن العملية التعليمية
بصورتها الحالية في بعض الجامعات المصرية لا تعمل على إنتاج مع ماري لديه القدرة على الربط بين النظرية العلمية
والممارسة العملية، وبالتالي لا يستطيع أن يجد مكانه في منظومة الممارسة المهنية … فلا يكفي الطالب أن يتعلم أسس
التصميم والتشكيل المعماري بقدر معرفته بكيفية تطبيق تلك الأسس وربطها بالواقع الاجتماعي والاقتصادي، و بصورة
أكثر دقة فانه لا يوجد بين المناهج المعمارية محاولات للربط بين النظرية العلمية والتطبيق العملي. ولذلك تهدف الورقة البحثية إلى تقديم رؤية مقترحة للربط بين النظرية والتطبيق في تعليم التصميم المعماري في
إطار تطوير العلاقة بين التعليم والمما رسة، وتركز الدراسة على التصميم المعماري باعتباره يمثل المحور الرئيسي
للتعليم المعماري، وذلك في محاولة لرفع مستوى الطالب وتحقيق مستوى أفضل وأداء أرقى لمهاراته العقلية في العملية
التصميمية، ولعل هذه المحاولة تسهم في تطوير التعليم المعماري وتساعد على خلق جيل جديد من المعماريين يمكنه
الدفاع عن قضايا مهنته، كما يمكنه التعامل مع احتياجات مجتمعه في ظل الظروف والاعتبارات الثقافية والتاريخية
والتراثية من جهة والتكنولوجية والاقتصادية من جهة أخرى.