العمارة الذكية أطروحات بين النظرية و التطبيق من منظور الحفاظ علي الطاقة المستهلكة في المباني

للكاتب

عبير سامي يوسف محمد

قسم الهندسة المعمارية كلية الهندسة جامعة طنطا

في إطار زيادة الوعي العالمي بإشكالية "النقص الحادث في موارد الطاقة" عامًا بعد عام فإن هناك زيادة مماثلة فيالوعي و الاهتمام بالجوانب المرتبطة بمفاهيم "العمارة ذات الطاقة المنخفضة". و الآن ونحن في الألفية الثالثة أصبحت

كافة الفنون و العلوم تتكامل و تتداخل مع بعضها لتكون منظومة واحدة فتذوب التخصصات والثقافات والعلوم، وأصبح

الإبداع المعماري و تكنولوجيا البناء عنصرين متكاملين مع كافة الأنظمة العلمية الإليكتروميكانيكية وغيرها. وظهر مايطلق عليه

"الأنظمة الذكية" وهي الأنظمة التي تنظم العلاقات والاستفادة القصوي من التقنيات الحديثة لتعمل في

منظومة متكاملة وأطلق علي المباني التي تستخدم هذه الأنظمة "مباني ذكية" .والتي يمكن تطويرها لإحداث التكاملالمطلوب بين مفاهيم

"العمارة منخفضة الطاقة" و "التقنيات التكنولوجية المستخدمة في مجال العمارة" ومن ثم تمثل دورًا

هامًا في تأسيس حلول فعالة لهذه الإشكالية .

وقد أوجب ه ذا علي المعماري أن يكون علي دراية تامة وواعية لأحدث ما وصل إليه العلم من تقنيات حديثه حتي

يمكنه الاستفادة منها في العملية التصميمية وأعمال إنشاء المباني وا لمشروعات المختلفة ، فالمعماري في ه ذا العصر لا

يقتصر إبداعه علي فن العمارة فقط بل إبداع في كيفية ال ربط بين الأنظمة التكنولوجية للمبني والتحكم فيها بواسطة

الكمبيوتر كي يحقق فكر معين لعملية إدارة وتشغيل المبني وظيفيًا مما ينعكس بالتأكيد علي كافة مراحل العملية

التصميمية. وكما هو الحال فقد واجه ه ذا الاتجاه نحو "العمار الذكية" العديد من المعوقات للتطبيق في العديد من دول

العالم ولاسيما الدول النامية والتي هي أحوج ما تكون للتوفير في موارد الطاقة علي كافة الأصعدة.

وعلي ذلك فإن ه ذا البحث يحاول مناقشة ه ذه الإشكالي ة من خلال التعريف بالعمارة ال ذكية وأنظمتها المتطورة

وتطبيقاتها المختلفة في المباني وصو ً لا لإشكاليات وصعوبات التطبيق وكيفية التفعيل ولاسيما في الدول النامية حتي

يحدث التكامل المطلوب بين مفاهيم "العمارة منخفضة الطاقة" و "التقنيات المستخدمة في مجال العمارة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *