توأمة العمارة والطبيعةالعمارة هي جزء من خلافة الإنسان على وجه الأرض ، هي المأوى الذي يستقر فيه ذلك الكيان الضعيف خلف جدرانه ، ولأداء وظائفه المختلفة ، وأيضا هي وجه الحضارة والرقي ، وهي التي تسمو بكل أمه معلنه لها هويتها الخاصة ، وبطاقة صادقة لكل شخص بأنه من هذه الأرض محاربا كل من اعتدى عليه . تعددت الأساليب وتنوعت في كيفية الوصول إلى منشأ معماري خاص فمنهم من قال ونادى ب: اتصال المبنى بالطبيعة : هو خلق توازن وتجاذب بين البيئة الطبيعة، والكتلة المبنية ، بانسجام طبيعي سواء في شكل المبنى ، أ و مواد البناء ، أو ألوان المبنى ، فكأن كلاهما عزفا بسيمفونية واحدة .ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال :
- التقليل إلى أدنى حد من التقسيم الداخلي العمارة من الهواء ، الضوء ، ويجب أن تتخلل كامل البناء المعماري .
- خلق الانسجام بين البناء والبيئة الخارجية مثل: التشديد على إبراز السطوح والأقبية المنزلية .
- جعل المبنى أكثر حرية .
- إعطاء تناسب منطقي لأبعاد الفتحات الداخلية والخارجية في جميع أنحاء المبنى .
- تجنب الخلط بين مواد مختلفة ، واستخدام أقصى حد من مواد طبيعية تعبر عن وظيفتها في المبنى .
- إدراج مختلف الأجهزة كعناصر عضوية متفاعلة مع هيكل المبنى .
- الأثاث الداخلي أيضا لابد أن يكون جزء من البيئة العضوية للمبنى .
الأرض بسمائها ، وتضاريسها ،وجبالها ، وأشجارها ، وكائناتها ، نحن مدعوين بالتدبر فيها، والخلافة، وشق طرق الحياة فيها ،فالطبيعة هي البرهان على معنى كونها "خلاقة" فالفكرة الواحدة تعطي أعدادا لا تحصى من الحلول والأشكال، فمن فكرة تكوين شجرة، أو طائر، أو إنسان توجد كل أنواع الأشجار، والطيور، والبشر الذي لا يتشابه فيه اثنان رغم أنها تتبع نفس الخطة والنظام.
بمثل منطق الطبيعة، وطريقتها في الحلول، يستخرج المصمم من فكرة ما تصميمات لا حصر لها، لذلك فهو لا يغفل دور الطبيعة في إثراء أفكاره الابتكارية، فهي بمثابة المتحف الفني المفتوح في كل زمان ومكان.
تضاد المبنى مع الطبيعة :وهي محاولة إبراز المبنى وتطفله على البيئة الخارجية بصورة مخالفة ، أو اعتبارها جزء سقط من السماء لا يحمل معايير محدده أو طابع معين تعرض لحادث ما فقد فيه صراحة الهوية . ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال :1- أن تتحرك العمارة بعيدا عن صلابة المدلولات الطبيعية والمتعارضات إلى التقليدية ومن أمثلة ذلك:
* التباين بين شكل المبنى والأرض المقام عليها* لتباين التقليدي بين الهيكل الانشائى والزخارف .
2- محاولة اللعب وابتكار مواد بناء مختلفة ، واستخدامها بطريقة متضادة لإبراز جمال الكتل .3- إبراز المبنى بكتله الغريبة وكأنه ضد الجاذبية الأرضية .4- تعتمد على التلاعب في التكوينات الهندسية المعقدة للنقاط والخطوط والمسطحات والكتل .5- عدم الاكتراث بالبيئة المحيطة أو وظيفة المبنى .وربما يمكننا أن ندرج تضاد المبنى مع الطبيعة تحت فلسفتين مشهورتين في عالم العمارة وهي العمارة الوظيفية التي كان اشهر روادها لوكربوزية وذلك من خلال طابع المبنى السكني الشهير في مرسيليا"استخدام الخرسانة العارية ,تكرار العناصر الشاقولية , تغير مقياس الفتحات في واجهات المبنى "كما أن كنيسة ر ونشان في فرنسا تعكس بعض صفات التضاد مع الطبيعة إلا أن البعض يقول أنها ذات اتجاه فريد وخاص .