بدأت الشوارع الرئيسية في مدينة الرياض منذ فترة وجيزة تأخذ مساراً جديداً في التخطيط والعمران ، وكانت أبرز ملامح ذلك التطوير هو التصميم الهندسي في المباني بالإضافة إلى الارتفاع الهائل والمساحة الكبيرة عند كل مبنى تقف عينيك أمامه . وكل ذلك يعكس حضارة أهل البلد وسعي المسئولين فيه إلى تجاوز العقبات وتنفيذ أحدث تقنيات الكود العمراني كما هو معمول به في المدن العالمية مثل لندن وباريس وفرانكفورت وغيرها .
وعندما تتجول في شارع العليا فإنك تجد ما يدهشك من نقلة سريعة في تحديث المباني وتخطيط الأراضي الواقعة على ذلك الشارع ، وأصبحت المحلات التجارية ذات الأسماء الكبيرة تسعى للحجز وإنشاء موقع لها في شارع العليا العام . ولو رجعنا بالذاكرة إلى ما قبل عشر سنوات في ذلك الشارع لوجدنا بأن الحركة العمرانية والتجارية كانت شبه ميتة نتيجة عدم وجود الوعي الكافي أو النظرة بعيدة المدى كذلك غياب الجهات المسئولة من رقابة الموقع وتخطيطه وفق الأنظمة الحديثة ، فالأسعار كانت محدودة ورخيصة في قطع الأراضي والاستثمار بدأت ملامحه خارج حدود الوطن لذلك لم يكن هناك مشاريع قوية ترتكز عليها الطفرة المستقبلية للعقار .
وفي هذا الجانب أكد صالح المبشر أن النهضة العمرانية التي جاءت بها مدينة الرياض نتيجة توجه المستثمرين إلى إقامة المشاريع وتنميتها بالطرق السليمة والحديثة فقال : هناك طفرة في القطاع العقاري منذ فترة ليست بالقصيرة ولكن عدم إدراك المجتمع لها وتجنب أصحاب المشاريع والاستثمارات في خوض مسارها كانت عائقاً خلف ذلك التأخير . والآن أصبح هناك ثقافة استثمارية ووعي جميل لدى الكثير من هؤلاء أثمر ذلك عن نماء العقار وتطويره على حسب الدخل والمضمون . وهناك شوارع كبيرة خلاف شارع العليا مازالت النهضة العمرانية قائمة فيه مثل طريق الملك فهد وشارع التحلية وطريق العروبة وطريق الملك عبد الله كل هذه الطرق فيها بوادر خير قادمة سترى النور بإذن الله ، وإذا تكاتفت الجهات المسئولة مع رجال الأعمال والشركات العقارية فسيكون لدينا مدينة حضارية كبيرة تنافس وتقارع المدن الكبرى على المستوى العالمي . وارتفاع أسعار الأراضي حالياً موجود في كل أحياء ومخططات منطقة الرياض إلا أن مثل شارع العليا فبلا شك لأنه يعد شريان رئيسي للتجمع السكاني والتجاري والاقتصادي فبذلك ستكون الأسعار غالية ولكن الأهم من كل ذلك هو كيفية استثمار مثل تلك المواقع وتهيئتها للوجهة الحضارية العالمية .
وأضاف المبشر : نأمل من الشركات العقارية والجهات المسئولة مثل الهيئة العليا لتطوير الرياض وأمانة مدينة الرياض في توجيه المستثمرين وإرشادهم وفق استراتيجيات النظم العقارية الحديثة المتبعة في دول العالم ذات التطور السريع مثل اليابان وماليزيا والصين والنهوض بالشوارع الكبيرة التي تعد وجه المدينة إلى قمم التقنية العمرانية والهندسية . كما أن لرقابة أسعار الأراضي لها دور كبير في الحد من عوائق البناء وإقامة المشاريع.
احمد الدويحي – الرياض
========================================
السبت 1428-07-07هـ الموافق 2007-07-21م