مدينة الرياض.. عاصمة المملكة العربية السعودية. وأكبر المدن المليونية السعودية الأربع حسب آخر الإحصاءات السكانية، والتي توقعت كذلك أن يصل عدد المدن المليونية في المملكة إلى عشرين مدينة في غضون العشرين سنة القادمة.
هذه المعلومات اطلعت عليها في الموقع الرسمي لمدينة الرياض على شبكة الانترنت، وقد تضمن العديد من الحقائق المخيفة والتي تدعو للقلق؛ فقد أشار التقرير إلى أن مدينة الرياض من المناطق ذات النمو السكاني المرتفع جدا إذ حققت معدل نمو سنوي يقدر ب 6.37% وأن نسبة زيادة السكان مابين عامي1417وَ 1425ه قد بلغت 34% في حين أن نسبة التغير في عدد السكان منذ عام 1407ه وحتى عام 1425ه قد وصلت إلى ما يقارب 300% وخلال مائة عام من تاريخ الرياض تضاعف عدد سكانها أكثر من 400%.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد سكان الرياض قد بلغ عام 1425ه 4.260.000نسمة. بزيادة تقدر ب 1.160.000نسمة عما كان عليه عدد السكان في عام 1417ه والمقدر ب 3.100.000نسمة.
وتعد الإحصاءات الرياض منطقة ذات جذب عال للسكان. وأهم مركز لاستقطاب الوافدين من الخارج؛ إذ يقطنها أكثر من 20% من سكان المملكة.
ويؤكد التقرير على أن هذه الزيادة المطردة والمستمرة في عدد سكان الرياض ستؤدي حتما إلى زيادة الطلب على جميع الخدمات الاجتماعية والاقتصادية – خاصة الوحدات السكنية. والخدمات التعليمية – لاسيما إذا علمنا أن نسبة من أعمارهم أقل من 15سنة 34% وهم الشريحة التي تمثل من هم في سن التعليم. وزيادة الطلب أيضا على الوظائف؛ حيث يقدر من هم في سن العمل في الرياض بنسبة 55% من عدد السكان.
ويوضح التقرير كثيرا من الإحصاءات المرتبطة بتركيبة السكان؛ فعدد المهاجرين إلى الرياض من الداخل سنويا 33.000ألف نسمة. ونسبة غير السعوديين في مدينة الرياض 34%، وتتصدر الجنسية الهندية القائمة بنسبة 11.5% تليها الباكستانية 11% ثم المصرية 10% فاليمنية 9% ثم تأتي الجنسيات الأندونيسية. والسودانية، والسورية، والسيرلانكية، والأردنية على التوالي، ولم يتغير الترتيب كثيرا منذ عام 1417ه وحتى الآن.
ويتوقع التقرير أن يبلغ عدد سكان الرياض عام 1442ه أحد عشر مليون نسمة، مع زيادة نسبة تمثيل سكانها إلى 25% من عدد سكان المملكة.
لاشك أن هذا الرقم ضخم جدا. ويحتاج إلى نظرة وتأمل من قبل المسؤولين والأخذ بعدة أساليب للحد من هذا التدفق الهائل والنمو المتزايد للسكان؛ كالتقليل من العمالة الأجنبية، وتدعيم الخدمات، وتوفير الوظائف في القرى والهجر للحد من الهجرة الداخلية، وإقامة المشاريع والمرافق في المناطق والمدن الآخرى بالمملكة لتكون جاذبة لا طاردة.. إلخ.
إن الأخذ بمجموعة من تلك الأساليب سيقلل – بلا شك – من الارتفاع الحاد في عدد السكان وبالتالي التقليل من الضغط الحاصل على المرافق والخدمات بكبرى المدن المليونية بمملكة الإنسانية.
والله الموفق،،
© . عبد الرحمن الشلاش جريدة الرياض الثلاثاء 13 ذي الحجة 1427هـ – 2 يناير 2007م – العدد 14071