7 مليــارات ريال لإنشــاء أحــدث شبكة للقطارات المعلقــة بالعاصمـة المقدســة

وافقت وزارتا النقل والشؤون البلدية والقروية والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة على انشاء احدث شبكة للقطارات المعلقة في العاصمة المقدسة بتكلفة مالية تقدر بـ 7 مليارات ريال وتتكون الشبكة من 4 إلى 8 عربات معلقة أو أكثر ويمكنها نقل 20 الف راكب في الساعة وتبلغ السرعة القصوى للقطار 60 كيلو مترا في الساعة .. ويتم تسيير العربات عبر شبكة علوية من القضبان الفولاذية ومدعومة بأعمدة فولاذية مثبتة في الأرض « أرصفة منتصف الطريق» كل 25 مترا وبطريقة هندسية تتميز بالأمان والسلامة ، ويتم صب الخرسانة الأسمنتية داخل هذه الأعمدة لمنحها المزيد من الثبات والقوة وتنفذه الشركة الدولية لتطوير مشاريع النقل بالمملكة قريباً ويهدف المشروع إلى إنشاء مواقف متعددة الأدوار ذات طاقات استيعابية عالية بمداخل مكة المكرمة وتمكين المعتمرين والزوار وعلى مدار العام من إيقاف سياراتهم بها ومن ثم ركوب القطار المعلق والوصول إلى الحرم أو المنطقة المركزية بأيسر الطرق وأسرعها كما سيخدم المشروع محطة قدوم الحجاج من المدينة المنورة وجـدة عند تنفيذ شبكة القطار السريع المتوقع تنفيذه قريبا والذي يربط كلا من جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. وتم التخطيط لتطوير شبكة من 4 مسارات للقطارات المعلقة تربط منى وعرفة ومزدلفة والعودة إلى منى تستخدم لنقل الحجيج خلال مواسم الحج وبطاقة استيعابية تتجاوز الـ 800 ألف حاج خلال فترة تنقلات الحجاج يوم الوقوف بعرفة ويتميز القطار المعلق المقترح باقتصادية استهلاك الطاقة الكهربائية، وتصنيع العربات من مواد خفيفة الوزن ذات صلابة عالية اجتازت كل اختبارات الأمان والسلامة من الاتحاد الأوروبي وتشمل كل عربة مقاعد جلوس قابلة للطي لكبار السن والسيدات .. هذا بالإضافة إلى مقابض علوية للركاب الواقفين . أما المحطات فهي علوية أيضا « على ارتفاع 5.5 متر ويمكن من خلالها استقبال وإنزال الركاب من خلال سلالم عادية وسلالم كهربائية متحركة عالية الكفاءة ومعابر خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة. ويتميز هذا الطراز من المحطات بعدم إعاقته للحركة المرورية من أسفل، أو الحاجة إلى نزع ملكيات لإنشاء هذه المحطات ويتم تشغيل كافة النظام عبر شبكة متكاملة ومتطورة من الحاسبات الآلية للمراقبة والتشغيل والصيانة. ويتميز نظام القطارات المعلقة عن غيره من وسائل النقل بأنه صديق للبيئة حيث يعمل بالطاقة الكهربائية ولا يصدر أي ضوضاء فوق المعدل المسموح به علاوة علي سرعة وسهولة تركيب الشبكة.كما لا تشغل القطارات أو المحطات أي حيز من الشارع أو الأراضي التي يمر بها نظرا لاستخدام الجزيرة أو الأرصفة بمنتصف الطريق لتركيب الأعمدة وإمكانية استخدام هذه الأرصفة من قبل المشاة أيضا. ولا يعيق ولا يتداخل مع حركة المرور الأرضية إطلاقا وإمكانية إضافة أو إلغاء المسارات تبعا للحاجة. وإمكانية مرور شبكة القطارات المعلقة داخل الأنفاق الحالية بمكة المكرمة بالإضافة إلى مرور المركبات أيضا. ويتميز النظام بمعدلات امن وسلامة عالية ووقع الاختيار على نظم القطارات المعلقة والتي تم تطويرها حديثا بعد أن كانت مستخدمة في أوروبا لمدة 100 عام وفي اليابان لما يقارب 35 عاما وفي الولايات المتحدة لأكثر من 20 عاما دون أية حوادث. واوضح مستشار المجموعة المطورة للمشروع الدكتور محمد ناجي سـليمان كـردي انه تمت الاستعانة بصور الأقمار الصناعية لمكة المكرمة ومنطقة المشاعر لتحديد المسارات المبدئية للمشروع وتم عرضها على كل من المسئولين بالهيئة العامة للاستثمار ووزارة المواصلات والأمين العام للهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة وحظي المشروع بدعم وترحيب المسئولين ومن المقرر تنفيذ نفس المشروع لاحقا بالمدينة المنورة أيضا وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع ما يقارب 7 مليارات ريال ستقوم المجموعة المستثمرة بتمويله بالكامل وتسعى المجموعة حاليا لاستكمال الإجراءات اللازمة لاستصدار التراخيص المطلوبة. وبعد صدور الموافقات الحكومية سيتم إجراء الدراسات الهندسية على الطبيعة والتنسيق مع الجهات المطورة للمشاريع العمرانية العملاقة بمكة المكرمة مثل مشروع جبل عمر وجبل خندمة وغيرها من المشاريع للتخطيط المستقبلي لتغطية هذه المواقع بشبكات القطارات المعلقة.
ومن المتوقع تنفيذ كامل شبكات القطارات المعلقة خلال فترة زمنية قياسية لا تتجاوز 4 اعوام ويمثل المشروع نقلة حضارية تتماشى مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتطوير المدينتين المقدستين، هذا بالإضافة إلى المردود الاقتصادي المتمثل في استقطاب الكوادر البشرية الوطنية من جميع الفئات والتخصصات وتدريبها وتوظيفها بالمشروع سواء بمرحلة التشغيل، أو في المرحلة المستقبلية لتصنيع العربات وملحقاتها وقطع الغيار.. ويأتي تنفيذ المشروع العملاق في اطار اهتمام المملكة ممثلة في قيادتها الرشيدة بخدمة ضيوف الرحمن لتمكينهم من أداء فريضة الحج وزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في يسر وأمن وأمان وعودتهم إلى أوطانهم سالمين حيث تعتبر مواسم الحج سنويا تحديا كبيرا لجميع القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالحج، وتعتبر إدارة الزحام « Crowed Management» عنصرا أساسيا في تسيير وتوجيه تدفق ملايين البشر في منطقة المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والقضاء على تكدس المركبات والمشاة و تأخر وصول الحجيج والانتظار داخل المركبات لساعات طويلة اضافة للتلوث البيئي المنبعث من عوادم السيارات وحوادث السير وصعوبة تنقل سيارات الطوارئ والخدمات العامة.

                   

أحمد معيض – جدة

==================================================================

جريدة اليوم-  الأربعاء 1428-03-16هـ الموافق 2007-04-04م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *