Houses of Jerusalem منازل القدس

تشير الدراسات التاريخية إلى أن العمارة في فلسطين ارتكزت في شكل أساسي إلى مبدأ الأمن والجمال اللافت للناظرين، وقد تحقق الأمن في البناء والزخرفة من خلال استخدام مواد صامدة في وجه عوامل الطبيعة ونوائب الزمن والاحتلالات، في حين تحقق الجمال من خلال استخدام الزخارف من الرقش العربي اللين أو الهندسي، ناهيك باستخدام الخط العربي. وازدانت عمارة فلسطين بزينة فريدة تنفرد بها عن غيرها من بقاع الأرض من خلال استخدام الزخارف والرسوم الملونة التي صنعت منها بفصوص الفسيفساء في قبة الصخرة والمسجد الأقصى وقصر هشام في أريحا على سبيل المثال لا الحصر. وتشير دراسات إلى أن فن العمارة في فلسطين لم يقتصر على بناء المساجد التي نرى شواهدها في القدس وحيفا ونابلس والرملة ممثلة بالمئذنة البيضاء التي ما زالت حاضرة حتى الآن.
وكذلك لم تقتصر عملية فن العمارة والجمال في فلسطين على القصور التي ما زالت شاهداً عليها مثل: قصر المفجر وقصور البادية الرائعة والآخذة في جمالها ورونقها، بل ثمة حانات وسبل وأسواق وحمامات ومدارس وأضرحة. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى الخانات التي تعتبر فنادق يأوي اليها المسافرون من تجار وزوار، تخصص الطبقات السفلى منها للقوافل التجارية والبضائع، أما الطبقات العليا فمخصصة للنوم والإقامة، وتنتشر خارج الخانات السبل والحوانيت، ومن أشهر الخانات في فلسطين خان التجار في نابلس. ومن أشهر السبل سبيل السلطان قييتباي في القدس الغني بزخرفته وقبته الرفيعة الدقة والجمال، وفي عكا على الساحل الفلسطيني تنتشر سبل منها سبيل الطاسات ويعود تاريخه الى القرن الثامن عشر. والسبل هي أماكن لتقديم الماء لمحتاجه، وتكون مستقلة أو ملحقة ببناء، ومن الشواهد على فن العمارة في فلسطين وما تحتويه من جمال، الحمامات العامة التي تنتشر في كل المدن الفلسطينية، وتتألف من أقسام تقليدية، القسم البارد والقسم الحار والقسم الدافئ والقمّيم.
ولم يغب فن الزخرفة في فلسطين عن مدارسها المنتشرة في كل مكان، فأعطاها بذلك جمالاً خارقاً تم رسمه باستخدام أدوات بسيطة، ومن ثم إنجاز الزخرفة المناسبة لإضفاء طابع خاص عليها، ومن أبرز المدارس الفلسطينية المدرسة التنكرية في القدس، وهي من آيات الجمال المعماري والزخرفي في فلسطين على الإطلاق. وكذلك المدرسة الأشرفية والمدرسة الأحمدية، واستوعبت المدارس النشاطات الثقافية والتعليمية وتسابق القضاة والولاة في إنشائها.

ومن خصائص فن العمارة والجمال في فلسطين انتشار المزارات والمقامات والأضرحة والخوانق والرباطات التي أنشئت في شكل رئيسي إبان فترة العهد المملوكي لفلسطين، فضلاً عن ذلك كانت القلاع والأبراج في فلسطين شواهد ماثلة وحاضرة بقوة ودالة على فن البناء و وجمالياته، حيث انتشرت تلك القلاع والأبراج في نواحي فلسطين وجهاتها الأربع. وبعد إعلان إسرائيل في أيار (مايو) من عام 1948، حاولت سلطات الاحتلال تهويد المبانى التى طبعت فلسطين بطابع خاص بها خلال قرون طويلة، ومع ان الاتفاقات الدولية تنص على حماية المباني التاريخية في حال الاحتلال تستمر السلطات الإسرائيلية في الاعتداء على الأبنية وزخارفها التاريخية في فلسطين، وهي بذلك تضرب بعرض الحائط القرارات الصادرة عن المنظمات الدولية. لذلك من هذا كله نستطيع أن نقول بان لنا عمارة ولا عمارة مفهوم متناقض ولكن أرى ذلك نظرا لظروف مرت وتمر بها بلادنا المحتلة  لا استقرار ولا أمان إنا نعيش على أمل فقط أرى الزخارف والمساجد والقرى والبيوت القديمة والأثرية اشعر بالنشوة والفرح والبكاء لربما على حضارة رائعة ومن ناحية أخرى أرى البيوت المدمرة والمهدمة والاحتلال يحاول طمس حضارتي وعمارتي  التي طالما أحببتها اشعر بالحزن والخوف وعدم الاستقرار واجد بأننا بلا عمارة فعلا شعور وإحساس متناقض و  في نفس الوقت  أرى القدس فأرى عمارتي متمثلة بها .

تعليق واحد

  1. THX that's a great asnewr!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *