تتبوأ الدراسات التخطيطية للسكان سواء من حيث التوزيع على الوحدات المكانية أو من حيث التفاوت والتباين بين المناطق فيمـا يتعـلق بالخصائص الديموغرافية أهمية كبيرة جدا. ولـقد حظي توزيع السكـان باهتمام المخططين منذ القدم. وما إسهام العلماء المسلمين مثل المسعودي والمقريزي وابن خلدون إلا دلالة على ذلك. ويأتي هذا الاهتمام لما لهذه الجوانب من دور كبير في وضع الخطط والبرامج، وما لها من أهمية في تحديد نجـاح هذه الخطط والبرامج في تحقيق أهدافها التي وضعت من اجلها. فلا يمكـن دراسة كفاءة توزيع الخدمات أيا كـان نوعها في ظـل غياب المعلومات عن طبيعة توزيع السكان وأنماط كثافتهم. ولا يمكن وضع الخطط التنموية الشاملة والواقعية ما لم تتوافر معلومات عن توزيع السكـان وأماكن تركزهم. لذا فتوزيع السكان يؤثـر في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويتأثر بها. فالتغيرات في توزيع السكان تعكس السياسات العامة والاتجاهات التنموية إلى حد كبير, وبناء علية تتضح أهمية التعرف على التوزيع الجغرافي للسكان، ودور ذلك في نجاح البرامج والمشروعات التنموية.
و يعتمـد التخطيـط للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فـي أي مجتمع من المجتمعات على قاعدة عريضـة من البيانـات والمؤشرات المرتبطة بالسكـان وأحوالهم خلال فترات زمنية متفاوتة. ولا يقتصر ذلك علـى أعداد السكان فقط وإنما يشمل ايضا الخصائص الديموغرافية المؤثرة مثل التوزيع الجغرافي والتركيب العمري والنوعي والاقتصادي والحالة التعليمية , تعتبر الدراسات السكانية وكذلك المعرفة التي توفرها عن السكان وتوزيعهم و خصائصهم من الامور المهمة جدا. فالعنصر البشري يعد احد الابعاد و المدخلات الأساسية في التخطيط سواء على المستوى الوطني او على مستوى وحدات مكانية اصغر. كما ان الانسان هو الهـدف النهائي للتنمية , كما انه مصدر قوة العمل التي يعتمد عليها نجاح التنمية الاقتصادية في تحقيق اهدافها.
ومن هنا تظهر اهمية الدراسات السكانية المتعلقة بالسكان وتحركاتهم الجغرافية و خصائصهم المختلفة سواء كانت تلك الدراسـات و من هذا المنطلق لجأت كثير من الدول الى اجراء التعدادات السكانية بشكل منتظم او شبه منتظم والقيام بالمسوحات المعتمدة على العينات لتوفير البيانات المطلوبة عند وضع خططها ورسم سياساتها لتحسين مستوى معيشة سكانها, واستيعاب البعد الديموغرافي في الخطط والمشروعات التنموية.
Holy concise data btaamn. Lol!