الانسان وبيئة مدينته

ان الانسان وافكاره وابتكاراته يؤثر على البيئه التي يعيش فيها, وكذلك فان هذه البيئه تؤثر عليه. وان هذه العلاقه التفاعليه مستمره بشكل متوازن ومتزامن .ان طبيعة تاثير البيئه التي يعيش فيها الانسان (بيئة المدينه) يتمثل بمستويين:-

المستوى الاول     مادي (PHYSICAL)   

 المستوى الثاني  عاطفي او نفساني(PSYCHOLOGICAL)         

 فالشكل الفيزياوي للمدينه يحدد المسافه التي يعيش بها الانسان عن مكان عمله, مدرسته, مكان لعبه واصدقائه.وهو يحدد فرص استمتاعه باوقاته وفرص الترفيه مثل الحدائق والملاعب والانهر .اما التاثير النفساني فهو اقل تحديد ويصعب لمسه على الرغم من ان بحوثا كثيرة قد اجريت حول هذا المجال فنحن نعرف مثلا ان الضوضاء العاليه  تسبب القلق والتاثير على السمع والحاله النفسيه .كذلك فان شكل بيئة المدينه يؤثر على شعور الانسان بالسعاده.هذا بالنسبه لتاثير بيئة المدينه على الانسان, اما تاثير الانسان على بيئتة مدينته فان السلوك اليومي للانسان له نوعان من التاثيرات:

 النوع الاول: التاثيرات المباشره, وهي التي تنتج وتؤثر على الاشياء التي يتناولها السلوك اليومي مباشرة.

النوع الثاني: التاثيرات غير المباشرة وهي التي تكون كنتائج للتاثيرات المباشره وعادة تؤثر على البيئه المحيطة التي يتناولها السلوك اليومي, فهي تاثيرات تراكميه متسلسله تؤثر على البيئة المدينه.

فعلى سبيل المثال, رمي النفايات والانقاض في حديقة المحله السكنية, فان التأثير المباشر لهذا السلوك سيكون على الحديقه نفسها, وتكون هذه الحديقه مكانا تتعفن فيه النفايات مما يفقدها نضارتها وجماليتها.اما التاثير غير المباشر لهذا السلوك فسيكون على ساكني المحله السكنيه وعلى جمالية المنطقه ككل.وعليه فان مثل هذا السلوك سوف يؤدي الى A CityForest Environment Protection of Chinaجعل الحديقه بؤرة للتلوث تؤثر على صحة الساكنيين وتشجع بعض ضعاف النفس الى رمي المزيد من النفايات والانقاض , وبنفس الوقت تضعف روح الحماس لدى الكثير في مجال العنايه وتحسين حديقة المحله والمدينه ككل. كما ان مثل هذا السلوك سيؤثر على الملامح الجماليه للمنطقه السكنيه ويعمل على تشويه فكرة المصمم الذي سعى جاهدا لايجاد هذه الحديقه لم تحققه من اهداف مطلوبه على مستوى المنطقة السكنيه.

ان هذا المثال واحد من الامثله لمفردات السلوك اليومي الكثيره التي سنشير لها لاحقاز وان اكثر ما يخاف عليه هو لتاثيرات غير المباشره للسلوك اليومي لانهاعادة تكون غير واضحه لدى الانسان العادي ولا يستطيع تصور حجم هذه التاثيرات الناتجه من سلوكه الخاطئ. وهنا تكمن المشكله التي يواجهها المخطط البيئي للمدينه حيث تزداد صعوبة السيطرة عليها كلما زادت ارتباطات هذه التاثيرات بمكونات و عناصر بيئة المدينه. ان مفردات السلوك اليومي للانسان كثيره ويمكن قياس مقدار ارتباطه وحبه بمدينته التي يعيش فيها وكذلك من خلال دراسة نوع السلوك اليومي له:

v فحب الانسان لمدينته يتجسد في الكيفيه التي يختار بها شكل بيته, نوع البناء المناسب , الالوان التي يدخلها فيدخلها في تكوين الشكل النهائي وبالتالي ظهوره بالمظهر الائق الذي يسر الناظر وبتنسيق مع البيوت المجاوره.

v وحب الانسان لمدينته يتجسد بالتزامه بالارتفاع المحدد لبناء بيته , عمارته وبالتزامه بالواجه المحدد له وكيفيية التنسيق المتوازن مع العمارات المجاوره, وكيف يختار الكادر الفني الذي ينفذ له البيت او العماره بالشكل الجيد والمتانه العاليه.

v   وحب النسان لمدينته يتجسد باهتمامه بالرصيف المحيط ببيته وكيف يساهم بتنظيفه وصيانته .

v   وحب الانسان لمدينته يتجسد باهتمامه بالنفايات والانقاض وكيف يتعامل معها.

v   وحب الانسان لمدينته يتجسد بالاستخدام الرشيد للمياه والمحافظه على الانهار من التلوث .

v وحب الانسان لمدينته يتجسد باهتمامه بحديقة بيته ,حديقة المنطقه التي يسكن فيها , حديقة المدينه واثاثها….واثاث الشوارع.

v وحب الانسان لمدينته يتجسد بالاهتمام بسيارته وبصيانته لها , بحيث تسبب اقل مايمكن من التلوث وبقيادته الهادئه والمتزنه وبالشكل الذي الذي يقلل الحوادث المروريه.

v   وحب الانسان لمدينته يتجسد بتعاونه مع بلديتهلنحقيق المنفعه له ولعامة الناس. 

ان جميع هذه الافكار لو امعنا النظر فيها , فان لكل منها مدلوله البيئي, فمن هذا تتضح العلاقه بين الانسان وبيئة مدينته واذا اخذنا بنظر الاعتبار الامكانيات الاساسيه والحدود النهائيه للحواس البشريه , فان مسؤلية الانسان تنبع من نوع احاسيسه التي يملكها والتي تحدد سلوكه تجاه نفسه وتجاه بيئة مدينته. وبالتالي فانه يتطلب دائما تهذيب هذه الاحاسيس وتنظيمها لان الاحساس بالتنظيم هو الذي يخلق بيئة المدينه الانظف والاجمل.

لا تعليقات

  1. Dr Mohammad Alanbari

    السلام عليكمارجو تثبيت كاتب المقال (الاستاذ الدكتور محمد علي الانباري)2007منعا للسرقات التي تحدث ,حيث لاحظت ان المقال وبعد سنة من نشره على شبكة التخطيط العمراني تم اعادة نشره في موقع اخر مجمع عمران نت- Omranet Group – Groupes Forums Omranet عام 2008 و بدون الاشارة لمصدر الاقتباس وهذا لايجوز.مع تحياتيالاستاذ الدكتور محمد على الانباري

  2. جميل جدااااااااااااااااااااااااااااااااااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *