قبل أيام اختتم المؤتمرالسعودي الثاني للتطوع والذي ركز على جهود المملكة في مجال التطوع، وكذا أهمية هذا الجانب في خدمة المجتمع، وقد أصدر توصيات عديدة تصب في خدمة هذا الوطن المعطاء.
إن جانبا من حاجة النفس الكريمة هو العطاء كي تنعم بالرضا، ولذا فان العطاء بكل صوره واشكاله يمثل كرم النفس وأصالتها مع ما يدخر لها عند المولى عز وجل من الأجر والمثوبة .
إلا ان الملاحظ ان الجانب الهندسي والعمراني المهني يفتقد الى هذا العطاء من شريحة كبيرة ممن يمارس تلك المهنة، وأدت بعض العطاءات (المبتورة) الى رفض كثير من الخير الذي لابد لنا ان ننميه في المهندسين والمعماريين كي يقومون بهذا الجانب المهم من التطوع وتزكية ما لديهم من معارف ليستفيد منها المجتمع.
إن كثيرا من المؤسسات الخيرية بحاجة ماسة الى مهندسين ومعماريين لا يقوموا بالعمل الهندسي المهني فذلك موكل الى المكاتب الهندسية المهنية ولكن بالتنسيق لذلك العمل ومراجعته وتمثيل تلك المؤسسات في هذا الجانب المهم من المشاريع التي تطرحها تلك الجهات.
ولذا تبدو الحاجة ملحة الى عمل تنسيق للجهود في ذلك المجال التطوعي، والأمل معقود بعد الله بالجمعية الخيرية للخدمات الهندسية التي تم انشاؤها مؤخرا ببناء أسس العمل التطوعي الهندسي وفتح مجالات واسعة للمهندس كي يشارك في تلك الاعمال التطوعية المهنية.
إن الحديث عن المجال الهندسي والمعماري والتطوع فيه اكبر من ان يحصر بعمل أواخر ولكنه طيف من الاحسان والتعاون تبذل فيه النفس ما تحسنه وتتعاون فيه مع الآخرين كي ينعم المجتمع بمشاريع هندسية وعمرانية يفتخر بها ويعتز. والله الموفق
م.حمد اللحيدان
======================================
جريدة الرياض – الخميس 10ربيع الأول 1428هـ – 29مارس 2007م – العدد 14157