للكاتب
أسامه محمود ابراهيم
قسم العمارة والتخطيط العمرانى – كلية الهندسة – جامعة قناة السويس
التلوث البصرى فى المدينة المصرية المعاصرة هونتيجة حتمية لغياب الطابع الحضارى المميز للمدينة القديمة و التى
كانت تمثل نموذجا حضاريا وعمرانيا رائدا فى تناسقها وتوافقها وتطورها وازدهارها ، وكانت انعكاسا صادقا للبيئة
الحضارية التى سادت فى كل مرحلة من المراحل التاريخية المتعاقبة على ارض مصر.
إن ظاهرة التلوث البصرى واكبت الثورة الصناعية والتطور العلمى والتكنولوجى الهائل ولازمت التضخم الحضارى
والتكدس العمرانى الذى تعرضت له معظم المدن المصرية والذى حدث بمعدلات تفوق معدلات تطور هذه المدن
والموارد وا لامكانيات المتاحة أدت الى تلوث وتشوه المدينة المصرية المعاصرة بصريا وفقدانها لعنصر التواؤم
البصرى التى كانت تتمتع به قديما.
هذه الظاهرة تمثل اليوم واحدة من أكبر مشاكل هذا العصر واستمرارانتشارها على هذا النحو يهدد المستقبل العمرانى
فى مصر . وعليه يجب التصدى لهذه الظاهرة بجدية وحزم مع اعادة تقييم ودراسة لكل المؤثرات الاجتماعية والثقافية
والسياسية والعلمية التى تلعب دورا فعالا فى التنمية العمرانية بمصر.
إن مجتمعنا اليوم بحاجة الى نهضة جمالية شاملة تصل الى حد الثورة على القبح والتلوث البصرى حتى نعيد للبيئة
العمرانية المصرية اتزانها البصرى والجمالى وحتى نعيد للانسان المصرى الوعى والادراك الجمالى المفقود ، وحتى
تنعم المدينة بالاتزان بين الموروث الثقافى والمستحدث الحضارى.
فى هذا البحث سنتناول موضوع التلوث البصرى وأثره على المدينة من وجهة نظر التخطيط العمرانى الشامل من
حيث:
اولا: معنى التلوث البصرى وابعادة ومعايير تقييم الجمال.
ثانيا: أسباب مشكلة التلوث البصرى.
ثالثا: مظاهر التلوث البصرى فى المدينة المصرية المعاصرة.
رابعا: التوصيات والمنهج المقترح للارتقاء بمستوى المدينة العمرانى.