د. عبد العزيز السماري: يواجه المجتمع تحديات مزمنة وخطيرة على مستقبل الأجيال لعل أبرزها ظواهر العنف والإرهاب والبطالة والبيروقراطية. ويعمل الجميع من أجل تجاوز هذه التحديات، وقد تختلف النتائج باختلاف الجهد وقدر الاهتمام. لكن التأخير أو الفشل إن صح التعبير في تجاوز هذه الأزمات يزيد من فرص ظهور كوارث من نوع جديد. وربما تبدو الكارثة الأوفر حظاً في المستقبل القريب هي التلوث البيئي. أوجد الإنسان المخلفات منذ عصور ما قبل التاريخ، كانت المخلفات تُحرق، أو تُلقى في مجاري المياه، أو تُدفن في الأرض، أو تُطرح فوق سطحها. لكن مخلفات الأقدمين كانت في معظمها نفايات طعام، أو مواد أخرى سهلة التحلّل عن طريق عمليات الانحلال الطبيعي. كذلك كان عدد السكان في الماضي قليلاً، وكانوا موزعين على مناطق شاسعة من الأرض. ولهذه الأسباب كان تأثير التلوث متدنياً. لكن مشكلة التلوث في العصر الحديث صار لها أبعاد جديدة ومسببات ونتائج مختلفة تماماً عن المخلفات الطبيعية، وتعتبر إحدى أهم المشكلات البيئية الملحة التي بدأت تأخذ أبعاداً بيئيةً واقتصاديةً واجتماعيةً خطيرةً، خصوصاً بعد الثورة الصناعية في أوروبا والتوسع الصناعي الهائل.. وظهور بعض الصناعات المركبة التي قد يصاحبها تلوث هوائي يؤدي إلى تدهور المحيط الحيوي والطبيعي.. ومن ثم الأذى للمحاصيل، وانتشار الأمراض التي قد تهدّد صحة الإنسان والحياة بشكل عام. ما يحدث في الوطن من تغيّرات وطفرات عمرانية وصناعية ينذر بحدوث شيء من هذا التلوث البيئي، وبصفتي أحد ساكني مدينة الرياض، فإنني أشعر عندما أتجول في وديانها وضواحيها أن هناك كارثة من نوع مختلف نسبياً قادمة لا محالة إذا لم نسلِّط عليها الضوء ثم نعمل سوياً من أجل إيقاف إلحاق الضرر بالطبيعة والإنسان.. إنها كارثة مخلفات البناء وصناعة الإسمنت، و تتمثَّل أقصى درجات اللا مبالاة وقلة الوعي في أوضح صورها عندما يبني مثلاً مواطن قصراً ثم يكدّس مخلفات بنائه في الأرض المجاورة، أو عندما يدفن صاحب أملاك الوادي القريب لأسباب عقارية أو مادية، أو حين يرمي مقاول مخلفات أسمنتية وبلاستيكية في بطون الأودية.. أو عندما يقلِّل مسؤول من درجة خطورتها أو يؤخّر سبل العلاج والوقاية حتى تتفاقم الكارثة ثم تختنق العاصمة خلف أسوار من المخلفات الإسمنتية في السهول المجاورة وبطون الأودية وفي الأراضي البيضاء داخل المدينة.. تظهر إحدى صور التلوث الهوائي في سماء العاصمة وبالتحديد في جنوب مدينة الرياض وفي سمائها الملبد بأدخنة وأتربة مصانع الإسمنت والمصفاة وروائح مياه الصرف الصحي، والتلوّث الهوائي يعتبر من أكثر أشكال التلوث البيئي انتشاراً نظراً لسهولة انتقاله وانتشاره من منطقة إلى أخرى وفي فترة زمنية وجيزة نسبياً مما يعني أن هذا النوع من التلوث على الإنسان والحيوان والنبات له تأثير مباشر ويخلف آثاراً بيئيةً وصحيةً واقتصاديةً جسيمة. هي دعوة للشروع في سن قوانين صارمة للتخفيف من مسبّبات وآثار هذه الكارثة البشرية ولتضافر الجهود الحكومية وغير الحكومية من أجل العمل سوياً للحد من الأضرار المتوقّع حدوثها إذا استمر الحال كما هو عليه الآن.
-------------------------------------------------
جريدة الرياض - السبت 20 صفر 1428 الموافق 17 مارس 2007 العدد 12581
هذا المقال ليس لعبدالعزيز المحسن إنما لعبدالعزيز السماري .طبيب في مستشفى التخصصيألا يجدر بالموقع أن يشير إلى كاتب المقال ( التلوث البيئي والدور المنتظر للمواطن)هذا المقال تم نشره في جريدة التخصصي في سبتمبر 2006، وفي جريدة الجزيرة 10مارس 2007تحياتي 17مارس 2007 الرابط http://213.136.192.26/2007jaz/mar/10/ar11.htm
أخي العزيز …. المقال ليس منسوب لي … بل هو لعبد العزيز السماري … و اسمه سقط سهواً عندي نقلي للموضوع … و بالنسبه لمصدر الموضوع فهو مذيل بأسفل الموضوع تقبل احترامي و تقديري و اشكر لك اهتمامك