مقدمة:
استحوذ موضوع الإنماء العمراني في مختلف دول العالم على اهتمام العديد من المخططين ومتخذي القرار التخطيطي من المعنيين بالبعد المكاني كتعبير عن أهمية التفاعل والتجانس بين البعدين الاقتصادي و المكاني والذي يهدف إلى تحديد الهيكل الاقتصادي لأي حيز مكاني مدروس. وإذا كانت التنمية بمعناها الكمي والنوعي،تعنى بزيادة التأثيرات المتبادلة لمختلف المستويات التخطيطيةوايا كانت على بعضها البعض وتشابك مصالحها في مجالات شتى أهمها الاقتصاد والعمران والبيئة بقصد أو بدون قصد، فإن ذلك يعني تحول البعد المكاني للمدن من الحدود المكانية الضيقة ليتسع ويشمل البعد البيئي المحلي والإقليمي بل ويتعداه إلى البعد القومي وربما أكثر وخصوصا مع العولمة والتطورات والتي أضفت بضلالها على فهم البعد المكاني وكيف يعمل. وهذا يشير وبوضوح إلى تراجع أهمية دور الدولة كمنفذ وراعي أول، والانتقال إلى مرحلة دور المدن العالمية، فلم تعد المدن تتنافس فيما بينها داخل إطار الدولة الواحدة أو الإقليم، وإنما أصبح العالم كله سوقا كبيرا لجميع المدن، فالصناعة والتجارة على سبيل المثال لن تكون منافستها محصورة فيما بين نفسها ولكن سيتوجب عليها منافسة مدن خارج البلد في دول الجوارالاقليمي على اقل تقدير.
المعادلة التخطيطية(من التقليدية إلى الإستراتيجية):
أولا:من الميزان الثنائي /إلى/مصفوفات متعددة الآراء
في السابق يمكن وصف المعادلة التخطيطية بالثنائية( ميزان ثنائي التدوين) التي تعتمد على من يخطط ومن هو المتلقي لهذه الخطط ويقبل بها دون إيه مشاركة ومحاولة للتقييم الايجابي؟ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وبعد انهيار الأنظمة الشمولية وانتهاء عصر ما يمكن إن نطلق عليه بعصر الجدران الحديدية برزت أفكار تتبنى التخطيط الاستراتيجي والتنفيذي في وضع الحلول الآنية والسريعة للمشكلات الاقتصادية المستعصية وخاصة مع توسع هيمنة القطب الواحد. إن أول ظهور لهذه المفاهيم التخطيطية الحديثة كان في المؤسسة العسكرية والتي مالبثت إن انتقلت إلى المؤسسات المدنية والشركات الكبرى).وبارتفاع مستوى النشاط الاقتصادي وتحسن مستويات البنية الثقافية والصحية للمجتمعات…تزايدت مع ذلك المشكلات التخطيطية وخاصة تلك المجتمعات التي تعاني أصلا من تدهور واضح في بنيتها التحتية سواء أكانت المادية أو البشرية وان التحولات التي طرأت عليها لم تكن بالشكل المتسلسل والمنطقي بل جاء بفعل تغييرات واسعة وقوية أشبه مايمكن إن توصف بالأعاصير الحضارية عابرة القارات وبسرع ومديات تفوقت على الفترات السابقة لما قبل عام 1950. فالملاحظ على هذه الفترة والتي تقدر ب1-2 قرن بان ماتحقق فيها يزيد بمرات عن مراحل التطور التي اجتاحت العالم للقرون ال19 السابقة وبذلك توصف هذه المراحل بأنها نقلة نوعية وكمية من المفهوم الوصفي للمشكلة إلى المرحلة الاستنتاجية التطبيقة.
ثانيا: ماهوالتخطيط الاستراتيجي….؟تجمع أكثر الأدبيات على إن التعريف المقبول للتخطيط الاستراتيجي وببساطة بأنه(( تلك العملية التخطيطية)) التي تركز على فكرة
-
لتحليل ومن ثم…….
-
الوصول لمعلومات إستراتيجية في وضع الخطط وبالتالي….متابعة……..
-
التنفيذ وأخيرا…يجب..ان.تتضمن ……
-
التغذية الاسترجاعية………
إن تحقيق تلك العملية والوصول إلى تطبيق مفردتها جاء وفق عدة تساؤلات …
-
أين نحن ألان؟
-
إلى أين نريد الوصول؟
-
كيف نحقق تلك المعادلة؟
-
إلى أين نريد الذهاب؟