أكد الدكتور مهندس حبيب مصطفى زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية, أن حواراً بين المختصين والمفكرين يدور في الوقت الحاضر حول كيفية الجمع بين تطوير مكة المكرمة لتواكب دورها المنتظر في المستقبل، مع المحافظة على ما تبقى من آثارها ومعالمها وهويتها العربية والإسلامية، وأن ذلك يأتي مواكباً لتوجيهات الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بضرورة الارتقاء بمكة المكرمة .. المكان والإنسان، مشيراً إلى أن هذه التوجيهات جاءت في وقت مناسب نحن أحوج ما نكون إليه من أي وقت مضى, فالنهضة العمرانية التي تشهدها المنطقة المركزية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في الآونة الأخيرة تنبئ عن نهضة عمرانية تطويرية سترتقي بعمرانها إلى مصاف الدول الأولى حضارياً في العالم.
وأبان زين العابدين أن المملكة أنفقت أموالاً هائلة على عمارة المسجد الحرام وعلى شق الأنفاق وتطوير الشوارع وإنشائها واستكمال الخدمات اللازمة للحجاج والمعتمرين وللساكنين، لافتاً إلى أن مكة المكرمة عانت وتعاني التخطيط العشوائي غير الهادف لأسباب عدة من أهمها التركيز على منطقة مركزية محدودة للغاية يقطنها أكثر من مليون شخص، وتستضيف في المواسم ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين معتمر وينتظر أن يتضاعف هذا العدد مع فتح باب العمرة خلال أشهر السنة كلها، إضافة إلى زيادة سعر المتر المربع في المنطقة المركزية إلى أسعار فاقت كل الأسعار في العالم ما جعل المستثمرين يطالبون بارتفاعات شاهقة وصلت في بعض التصميمات المقترحة إلى أكثر من 50 و60 دوراً ما يصعّب معه نزع الملكيات وإعادة تخطيط هذه المنطقة الحيوية .. فإلى بقية الحوار:
نود في بداية الحديث أن تحدثنا عن مشاريع المنطقة المركزية التي تعد من أكثر المناطق جذباً لأنظار العقاريين على مستوى العالم؟
تشتعل المنطقة المركزية بالمشاريع التطويرية الاستثمارية التي يجري التخطيط والتصميم لبعضها بينما بعضها الآن في مراحل التنفيذ، ويتسابق أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في المشاريع العملاقة التي يرتكز معظمها في دائرة قطرها لا يتجاوز الكيلو مترين، ويتساءل الكثيرون من المختصين والمتخصصين وغيرهم عن جدوى هذا الاندفاع الكبير في الاستثمار بهذه الطريقة في المنطقة المركزية التي ضاقت أصلاً بما فيها من توسع في البناء غير المرتكز على أي أساس من التخطيط العمراني أو الاستراتيجي أو الهندسي السليم ناهيك عن المقبول.
هل هناك أضرار ستنجم عن هذه المشاريع الضخمة؟
هنا لا بد أن نلفت الانتباه إلى أهمية التخطيط العمراني الشامل لمكة المكرمة وإلى أن المشاريع التي يجري التخطيط لها وتنفيذها عن طريق الاستثمار ستؤدي إلى كوارث بيئية ومرورية وعمرانية وخدمية وأمنية، عدا عن كونها ستؤثر سلباً في هيبة الحرم المكي الشريف وفي عظمة الكعبة، وأن هذه المشاريع ستؤدي إلى خسارة كبيرة للمستثمرين أنفسهم, إذ إنها يمكن أن تعمل في حدود نطاقها الضيق بشكل أو بآخر ولكنها يستحيل أن تؤدي وظيفتها المطلوبة في منظومة مترابطة في ظل وضع وظروف قائمة حالياً حرجة للغاية من النواحي المرورية والبيئية والخدمية والأمنية حسبما أظهرته دراسة متعمقة أجرتها الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة، ولا شك أن إغفال كل التحذيرات التي لم تقتصر على بضعة أفراد بل شملت إدارات مختصة وأساتذة جامعات ورجال أعمال أفذاذ وامتدت إلى تحذيرات قوية من الجهات الأمنية والخدمية والإصرار على تنفيذها مجتمعة بعيداً عن التخطيط الشامل بمعناه الواسع لا بد أنه سيقود إلى كوارث لا تحمد عقباها ـ لا سمح الله.
كيف يمكن أن يتحقق التخطيط مع الاستثمار النافع؟
يجب أن تنطلق عملية التطوير من مخطط شامل واضح يراعي كل الجوانب التي يراعيها في العادة التخطيط السليم ويحدد بشكل لا يقبل الالتباس أو التسويف أو تعليق الأمور على غيبيات أو موارد غير مضمونة بحيث يعرف مسبقاً من الذي سيقوم بتنفيذ هذه الخدمة أو تلك، وهذه البنية التحتية والأخرى، وهذه الشوارع الإشعاعية ودوائرها، ومتى ستنفذ؟ خاصة ما يقع منها خارج نطاق المشاريع الاستثمارية وبحيث نضمن تكامل البنية التحتية والخدمات جميعها مع تكامل المشاريع، وبيان أهمية مشاركة الدولة بنسبة لا تقل عن 30 في المائة من التطوير والتنمية لتهدئة عملية الاستثمار وتوجيهها الوجهة الصحيحة، وأن يُسخر الاستثمار لدعم التخطيط السليم لا لتشويه العملية وفرض الواقع المستقبلي لمكة المكرمة وللحرم الشريف الذي يصعب معالجته إلا بإزالة العديد من هذه المشاريع وبخسارة فادحة للدولة والمستثمرين على السواء وتضيع الآمال العريضة وربما قبل أن تؤدي ما يؤمله المستثمرون من ورائها من أرباح عالية وتنمية مستدامة.
ما الصعاب التي تواجه التطوير المنهجي لمكة المكرمة؟
التطوير المنهجي لمكة المكرمة لم يتم بالشكل المطلوب, وذلك لعدة أسباب منها طبيعة مكة الجغرافية وكثرة الجبال، ووصول سعر المتر المربع الواحد في الأماكن القريبة من المسجد الحرام إلى أرقام خيالية، وارتباط التطوير بنزع الملكيات حول الحرم بمبالغ باهظة تعجز أمامها الميزانيات، والرغبة الملحة للبناء والاستثمار بالقرب من المسجد الحرام والحصول على إطلالة عليه، والحاجة الملحة إلى الفنادق والشقق المفروشة لسد الاحتياجات المتزايدة مع كثرة عدد الحجاج والمعتمرين سنة بعد أخرى، وعدم توافر المواصلات السريعة التي تربط الحرم بالمناطق الأخرى خارج المنطقة المركزية.
ما الذي سيحدث الآن في ظل الرغبة الملحة للتطوير رغم المعوقات التي ذكرتموها؟
اجتمعت في الوقت الحاضر رغبة المسؤولين ورغبة جامحة من القطاع الخاص والمستثمرين في تطوير المنطقة المركزية بمشاريع ضخمة وكبيرة, وحسب إفادة أمين العاصمة المقدسة قد تزيد على 25 مشروعاً، من أهمها جبل عمر، جبل الكعبة، جبل خندمة، الشامية، والطريق الموازي لطريق أم القرى … إلخ، ولا شك أن اللجوء إلى الاستثمار والمستثمرين لحل معضلة ارتفاع أسعار الأراضي وقضية عجز الميزانيات عن القيام بتطوير المنطقة المركزية حل ضروري ومهم في تنمية أي منطقة أو مدينة، ولكن الناس البسطاء وغير المختصين عداك عن أرباب التخطيط ومهندسي العمارة والتنمية يرون أن الاستثمار في هذه المشاريع الضخمة والكبيرة التي لا تبعد عن المسجد الحرام بأكثر من 250 – 300 متر إذا قدر لها أن تنشأ لا يمكن أن تعمر طويلاً بل سيلجأ في يوم من الأيام إلى إزالتها كما كتب عن ذلك رجل الأعمال الأخ عبد الله دحلان، وبغض النظر عما يؤخذ على هذه المشاريع من داخلها, وهو كثير غير قليل, إلا أن هناك نقطتين أساسيتين تؤخذان على هذه المشاريع مجتمعة: أولاها كيف ستؤثر هذه المشاريع في المسجد الحرام والازدحام القائم فيه؟ وكيف ستؤثر في العمران القائم والبنى التحتية القائمة؟ وكيف ستحل مشكلة ازدحام المرور القائم وصعوبة تنقل المشاة من وإلى الحرم إضافة إلى نقص الخدمات القائمة في بقية العمران من حول هذه المشاريع؟ وكيف ستؤثر في بعضها؟ هل يمكن أن تعمل كل هذه الأوضاع بسلاسة ومرونة أم ستزيد الطين بلة؟ وثانيتها إذا كان هناك تخطيط لحل المشكلات القائمة إن أمكن حلها بعد قيام هذه المشاريع من سيقوم بدفع تكاليف تطوير الخدمات وإنشاء الشوارع والطرق الدائرية ومن سينفذ المرافق في المناطق التي لا تشملها المشاريع؟ فالميزانيات ستعجز من جديد في القيام بهذه المهمات أو سيتأخر تنفيذها طويلاً، فهل سيقوم المستثمرون بإنجازها والتطوير خارج نطاق مشاريعهم؟ وهل ستسمح ميزانيات هذه المشاريع وجدواها الاقتصادية بتحمل مثل هذه النفقات العالية والباهظة ومتى سيتم ذلك؟!
من مثل هذه الرؤى يتهم البعض المهندسين عامة بضيق النظرة وقلة البصيرة ويرجعون إليهم هذا التخبط ربما بسبب أخطاء بعضهم.
ما أملك أو تطلعك للنهوض بالنهضة العمرانية في مكة المكرمة مع الحفاظ على روحانية وهيبة المدينة والحرم المكي الشريف؟
أملي وتطلعي البسيط هو أن يتسع صدر المسؤولين والمستثمرين الذين يهدفون دون شك إلى تطوير أطهر بقعة على ظهر الأرض، وأن يوجهوا الاستثمار وما يمكن توفيره من دعم الدولة المالي لتحقيق النهضة المرجوة لهذا البلد الكريم في أعظم تخطيط عمراني يحفظ للحرم الشريف هيبته وللكعبة المشرفة عظمتها ولمكة قدسيتها ويوفر لحجاج بيت الله الحرام فقيرهم قبل غنيهم أن يسكن في سكينة وطمأنينة فيها مع ما هو مأمول لأهل مكة وساكنيها، وأن يحقق للمستثمرين ربحاً مستديماً وأجراً عظيماً، وهو أمر ليس بالمستحيل بل هو قريب المنال إن وجدت الرغبة والعزيمة وتضافرت الجهود واتسعت الصدور, وأسأل الله أن يكتب على يد كل المسؤولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أعظم ما يهدفون لمكة المكرمة على الوجه الذي يُرضي الله عنهم وعنا.
نود أن تبين للقارئ بعضا من ملامح التراث المعماري في المنطقة المركزية لمكة المكرمة في الماضي والحاضر؟
امتازت مكة المكرمة في الماضي بتراث معماري فريد امتزجت فيه الملامح المعمارية المكية بتلك التي وفدت إليها من بقاع العالم المختلفة عن طريق الحجاج الذين هاجروا إليها من كل حدب وصوب فأثَّـرّوا في عمارتها وأثرْوها بحيث جاءت المباني القديمة حول الحرم الشريف بنسب توافقية إنسانية جيدة لم تطغ على عمارة الحرم والكعبة المشرفة، ومن بين الملامح المميزة للعمارة المكية: استخدام "الرواشين" ذات المصبعات الخشبية والزخارف الإسلامية، والفراغات الخارجية في منازل مكة القديمة، سواء كانت حواري أو شوارع أو ساحات (برحات) ضيقة تطل عليها المباني المرتفعة ما ساعد على توفير قدر كبير من الظلال في معظم ساعات النهار، لم يكن للشوارع توجيه محدد وإنما كانت عبارة عن "متاهة" من النهايات المغلقة، ويتناسب هذا النمط مع حركة الهواء الحار الذي تعرف به مكة معظم فترات السنة، أما في العصر الحديث فقد شُوهت الصورة الجميلة لمكة المكرمة من جراء السعي للاستثمار الأعلى للأراضي دون احترام الاعتبارات العمرانية والدينية والاجتماعية، كما أن التركيز على قطر صغير جداً للمنطقة المركزية المحيطة بالحرم (نحو كيلو مترين) أدى إلى ارتفاع سعر المتر المربع فيها إلى أسعار غير معقولة تتجاوز تلك التي تباع بها الأراضي في وسط المدن العالمية الكبرى، ونقلت إليها الأنماط المعمارية والعمرانية الغربية التي لا تصلح للمدينة المقدسة ولا تتفق وقدسيتها ما أدى إلى العشوائية في الأساليب التــخطيطيـــة والأشكال المعماريـة الغريبة فزادت الارتفاعات مخالفة أنظمة البناء، وتـكــدست العمائـــر واختنـقت الطرقات، ووصلت الارتفاعات في أحدث المباني القريبة من الحرم الشريف إلى ارتفاعات شاهقة وكثافة عالية متجاوزة بذلك كل الاعتبارات, ويخشى المحبون للمدينة المقدسة الخائفون عليها أن تصبح هذه الارتفاعات القاعدة والارتفاعات المحترمة والمقبولة والمتناغمة مع عمارة المسجد الحرام هي الاستثناء، ولهذا كثرت الشكوى من الغيورين على مكة المكرمة, فهم يرون أن التطوير لأحب مدينة إلى الله سبحانه يتم حتى الآن بشكل عشوائي وغير منهجي ولا يرتبط بالتراث الخــاص بالمنطقة ولا يأخـــذ بالتخطيط الشامل ولا الظروف الخاصة للبلد الحرام خاصة بالنسبة لمقياس الإنسان الذي يعد الأساس في النسب والمقاييس. من خلال البساطة والتواضع يمكن تحقيق التوافق بين التراث الإسلامي الخالد والعمارة العربية وبين المعاصرة وما تحتاج إليه مكة المكرمة من توسع وتطوير . والمأمول أن يتم تدارك الأمر في أي مشروع جديد قبل أن يستفحل الأمر ويصعب العلاج.
لنكن واقعيين أجبنا عن الوضع الراهن للمنطقة المركزية بشفافية وتفصيل؟
من منطلق ما لا يدرك كله لا يترك جله فإن الأمر يستلزم من كل القائمين على التطوير والمستثمرين في أحب البقاع إلى الله ورسوله والمسلمين جميعاً مراعاة الله في عدم الإضرار بالمسجد الحرام وأهله وزواره والحجاج والمعتمرين, وهي نصيحة غالية نبتغي بها وجه الله الكريم وندعو الجميع إلى الموازنة بين الأمور مع الأخذ بما في علوم العمران والتخطيط، والخبرة العالمية فيهما .. على سبيل المثال في مدينة الرياض عندما تم إنشاء مبنى المملكة فُرض على المستثمر أن تبقى المباني من حوله في ارتفاعات متخصصة مع ساحات فسيحة للمحافظة على جمال المدينة وسلامة البيئة فيها.. نحن لا ندعو إلى المبالغة في المتطلبات والتضييق على المستثمرين بل التوسط في كل أمر هو غاية ينشدها الجميع.
– هل لكم أن تشيروا إلى بعض الدراسات المتعمقة التي أجريت عن الوضع الراهن في مكة المكرمة؟
قامت الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة بعمل رائع في بسط الواقع في المنطقة المركزية في مكة المكرمة، ومن هذه الدراسات يتضح أن الأوضاع الراهنة دون إضافة أي مشاريع جديدة بالنسبة للنقل والخدمات والمشاة والمرافق هي في أوضاع حرجة للغاية فكيف يكون الحال إذا ما تم تنفيذ هذه المشاريع الضخمة الهائلة دون إيجاد الحلول وتنفيذها قبل أو متزامنة مع المشاريع الاستثمارية الجديدة؟ لا شك أنه ليس من المبالغة القول إن الوضع سيكون كارثياً, خاصة إذا أضفنا أن أعداد الحجاج والمعتمرين وعدد سكان مكة المكرمة والمقيمين فيها في ازدياد مطرد، وتوصلت الهيئة العليا في دراساتها إلى الكيفية التي تؤهل بها الخدمات والمرافق لكي تستوعب المشاريع الجديدة وتزيل الاختناقات وتحسن الخدمات والمرافق لمكة المكرمة, وعلى سبيل المثال, اقترحت لحل مشكلة المشاة والنقل والمواصلات والازدحام ما يلي: تطوير المحاور الإقليمية والإشعاعية، واستكمال منظومة الطرق الدائرية الأول إلى الرابع بتوزيع الحركة بين المحاور الإشعاعية و لنقل المرور بين أجزاء المدينة دون الدخول لقلبها اقتراح طريق دائري خامس خارج حدود الحرم لربط المراكز العمرانية الجديدة ونقل المرور العابر دون الحاجة إلى دخول المدينة، واقتراح محاور جديدة للحركة في المدينة لتستوعب اتجاهات النمو، وإيجاد نظام نقل كفء وسريع غير عادي في مكة المكرمة وبينها وبين غيرها من المدن كالقطارات السريعة، وتطوير وتدعيم نظام النقل بالحافلة ورفع كفاءة نظام النقل الجماعي وتوسيع نطاق خدمته، وتنويع وسائط النقل الحضرية لاستكمال منظومة النقل داخل المدينة، وتطوير نظم وأساليب إدارة النقل والمرور.
ما الواجبات المنوطة بالدولة الآن للنهوض بعمران مكة المكرمة؟
في الماضي كان الناس في بلادنا يعتمدون كل الاعتماد على موارد الدولة في تطوير المدن ولم يكن للقطاع الخاص إلا النزر اليسير, واليوم نريد أن نعكس الآية ونعتمد كل الاعتماد على الاستثمار في تطوير المدن ورقيها، وفي العالم المتقدم يتعاون الطرفان الدولة والقطاع الخاص في تنمية المدن ولا يقل نصيب الدولة عن 30 في المائة في أقل الحالات, ومن هذا المنطلق فلا بد للقائمين على تطوير مكة المكرمة من تحقيق المعادلة المناسبة لها بحيث يمكن إنجاز كل ما هو مطلوب لعملية التنمية والتطوير بشكل متواز مع تنفيذ المشاريع الاستثمارية الضخمة وبعضها قد يسبق هذه المشاريع حتى لا نقع في المحظور، وهناك اقتراحات جيدة لدعم عملية التطوير والتنمية ومنها اقتراح وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بأهمية إيجاد صندوق لدعم التنمية والتطوير في مكة المكرمة باسم بيت مال مكة المكرمة أو ما شابه ذلك، تلتزم الدولة بتمويله بمبلغ مناسب سنوياً يساعد الهيئة على شراء العقار والأراضي التي تقع ضمن مخططها الشامل بحيث يكون هذا الشراء أكثر مما يحتاج إليه في مخططاتها، وبحيث يمكنها بعد التخطيط والتنفيذ استثمار الأراضي الزائدة التي ترتفع أسعارها بعد التخطيط وتوفر مبالغ جديدة لصالح تطوير المدينة المقدسة، ويمكن أن يسمح لمن يرغب من التجار وأصحاب الأموال والقدرات المالية الهائلة في تقديم هباتهم لدعم هذا الصندوق, وهم, ولله الحمد, كثر وخير الله ثم خير البلاد وولاة الأمر عليهم كبير ولا بأس ولا حرج في مشاركتهم في نهضة مكة المكرمة العمرانية، ولا بد أيضاً أن تحذو الهيئة حذو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بأن تكون لها صلاحية تنفيذ المشاريع ذات الصبغة العاجلة والمهمة, وأن تمنح من المرونة المالية والإدارية والصلاحيات ما يمكنها من فك الاختناقات والارتقاء بالخدمات والمرافق بما يؤهل المدينة لاستقبال المشاريع الضخمة ويتكامل معها لتكون النقلة النوعية التي يتمناها كل مسلم وعلى رأسهم ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير سلطان والأمير متعب بن عبد العزيز, والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز.
ننقلك إلى المشاعر المقدسة وماذا عن مشروع جسر الجمرات المتميز والفريد؟ كيف أوجدتم الحل البديل للجسر القديم؟
لتهيئة البنية التحتية للحل المناسب كان لا بد من إعادة تخطيط منطقة الجمرات بكاملها وتوسعتها، فإن القادمين من الجهة الشمالية لمشعر منى يصلون إلى منتصف جسر الجمرات القديم (الجمرة الوسطى) ثم يتجهون إلى مدخل الجسر الوحيد, إضافة إلى من يفدون من الشوارع الأخرى التي تصب في هذه الجهة ويتكدس الحجاج فيها بغير توازن مع القادمين من جهة الغرب, لذلك كله تم اقتراح إعادة تخطيط هذه المنطقة بما يتناسب مع الحل المقترح وبحيث تتوزع الشوارع بشكل متوازن ومنظم يسمح من البداية للحاج برؤية مداخل الجسر ومنحدراته المختلفة ويسهل له اتخاذ الوجهة التي يريد، كما تم اقتراح فصل حركة المركبات عن المشاة عن طريق نفقي سوق العرب والجوهرة ونفق شارع الملك فيصل وتوسعة الساحة لتصل إلى شارع الملك فهد من الجهة الشمالية وإلى أقصى حد ممكن من الجبال الواقعة جنوب الجمرات بحيث تضاعفت مساحتها، وتم اقتراح عمل محطتين للحافلات إحداهما بعد نفق سوق العرب والجوهرة والأخرى بعد نفق شارع الملك فيصل لتسهيل عمل خدمات حافلات ترددية مغلقة لخدمة أدوار ومستويات المنشأة الجديدة لتسهيل وصول الحجاج إلى منطقة الجمرات والعودة منها إلى أماكن سكناهم, كما تمت إعادة ترتيب وتوزيع الخدمات في هذه المنطقة وتنظيمها وتوسعتها بما يتناسب والحج الجديد، وبنيت الفكرة المعمارية للحل على أساس وجود ثلاث مناطق مركزية ذات أهمية متكافئة, وهي أحواض الرجم الثلاثة، وأعطيت الشكل البيضوي لتتناسب مع الحل الجديد لشكل أحواض الرمي وتساعد على حسن توزيع الحجاج من حول الأحواض وشعورهم بوصولهم للمنطقة التي يقصدونها.
حدثنا عن المستويات المتعددة لجسر الجمرات وعن أشكالها ومن تخدم؟
المستوى الأول من جسر الجمرات يخدم الحجاج القادمين من جهة منى بواسطة منحدرين: الأول لاستعمال الحجاج القادمين من شمال منى، والثاني لاستعمال الحجاج القادمين من جنوب منى، ويتم الخروج منه عبر ثلاثة منحدرات, اثنان باتجاه منى والثالث باتجاه مكة المكرمة، أما المستوى الثاني فهو يخدم الحجاج القادمين من جهة مكة المكرمة بواسطة منحدرين: الأول لاستعمال الحجاج القادمين من غرب الجمرات ومن محطات الحافلات المقترحة على شارع سوق العرب وشارع الجوهرة، والثاني لاستعمال الحجاج القادمين من شارع صدقي وطريق المشاة ومن محطة الحافلات المقترحة على شارع الملك فيصل، ويتم الخروج منه عبر منحدر باتجاه مكة المكرمة مع إمكانية الخروج إلى منى بواسطة السلالم المتحركة أو السلالم العادية، والمستوى الثالث يخدم الحجاج القادمين من وسط منى ومن شارع الملك فهد ومن مجر الكبش، ويتم الوصول إليه والخروج منه بواسطة سلالم متحركة أو سلالم عادية ومنحدرين أحدهما من جهة الملك فهد والآخر من مجر الكبش ويخدم مشاريع الإسكان التي ستقام مستقبلاً على سفوح الجبال، والمستوى الرابع لخدمة الحجاج القادمين من الجهة العليا من شارع الملك عبد العزيز (ربوة الحضارم) ويتم استعمال محطة الحافلات المتوافرة في هذا المستوى لخدمة الحجاج القاصدين لهذا الدور الذي يوفر ممراً سهلاً للدخول والخروج منه دون أي عناء، وفي المستقبل يمكن أن يخدم المساكن على سفوح الجبال في الجهة الشمالية أيضاً. والمستوى الأرضي: يخدم بشكل رئيسي القادمين من جهة منى، أما المستوى السفلي هو عبارة عن دور سفلي جزئي تحت جسر الجمرات يتم الوصول إليه والخروج منه عبر نفق شارع الجوهرة من الجهة الشمالية وعبر نفق شارع الملك فيصل من الجهة الجنوبية لحالات الإخلاء والطوارئ ولتجميع النفايات وحصى الرمي ونقلها خارج منى وفيه إمكانية لرمي الجمرات للوفود. .
وتم تزويد الجسر الجديد بنظام معلوماتي لقياس كثافات الحجاج في مناطق متعددة من الجسر وشوارع منى وبث تلفزيوني مباشر إلى اللوحات الإرشادية وإلى الحجاج في مخيماتهم وأماكن وجودهم، كما تم تزويد المبنى بملطفات للحرارة عن طريق التكييف الصحراوي وبث الرذاذ وتغطية للدور الرابع بقماش الخيام لحماية الحجاج من حرارة الشمس المباشرة ولإضفاء شكل معماري مناسب.
مشروع رائع وخطوة جبارة .. ولكن هل هناك إمكانية للتوسعة المستقبلية إذا دعت الحاجة؟
نعم, التصميم الجديد لجسر ومنطقة الجمرات يمتاز بأنه صمم لثمانية مستويات على الأقل، وتتحمل أساساته وأعمدته 12 دوراًً استجابة لرغبة وزير الشؤون البلدية والقروية الذي رغب في أن يكون هذا المشروع مشروع الأجيال المقبلة والتاريخ، ويعتمد التصميم على خدمة المستويين الخامس والسادس بمنحدرات من جهة الجنوب لخدمة منطقة العزيزية التي يقطنها الحجاج من الداخل ومن منطقة الخليج وبعض حجاج الخارج، ومع الزمن يتوقع أن يزداد عدد الحجاج الساكنين فيها لقربها من مشعر منى، أما المستويان السابع والثامن فمنحدراتهما تخدم المساكن المقترحة على الجبال وسفوحها شمال منى.
ما أهم مميزات تطوير جسر منطقة الجمرات الجديدة؟
دعني أقول لك في البداية يكفي أن الحوادث التي كان يشهدها جسر الجمرات أصبحت تاريخا ـ إن شاء الله ـ وذلك لما يشتمل عليه الجسر من مميزات كثيرة ومنها أنه تم تطوير المشروع بما يحقق أداء شعيرة رمي الجمرات ضمن الضوابط الزمنية الشرعية وبحيث يسير الحجاج حاملين حصياتهم إلى أماكن أحواض الرجم المعتادة ورجم الشواخص دون الاعتماد على وسائل ميكانيكية، ويتماشى المشروع ويتكامل مع البيئة المحيطة به، وله عدة مداخل وعدة مستويات للدخول والخروج (12 مدخلاً ، و12مخرجاً, إضافة إلى المداخل المتعددة والمخارج المتعددة للدور الأرضي) تفتيت الكتلة والوصول إلى أقرب نقطة من مكان قدوم الحجاج، وتوسعة الساحة وإعادة تنظيمها بما يضمن توازن الشوارع مع مداخل الجسر، وإنشاء محطات للحافلات في عدة أماكن ومستويات بما يمكّن من إيجاد خطوط ترددية لخدمة الحجاج والتخفيف عليهم، وفصل حركة المركبات عن حركة المشاة عن طريق نفقي سوق العرب والجوهرة ونفق الملك فيصل، وزيادة الطاقة الاستيعابية بأربعة مستويات إضافة إلى الدور الأرضي بما يخدم أكثر أربعة إلى خمسة ملايين حاج في أقصر الأيام (ست ساعات) بين الزوال والغروب وعن طريق الإدارة الجيدة والتفويج الصحيح للمستويات المختلفة، ومع إجازة العلماء لأداء الشعيرة في أزمنة أكبر وأوسع قبل الزوال يمكن أن تتضاعف الطاقة الاستيعابية، ومن أهم ما يتميز به الحل الجديد والمنشأة الحديثة تغيير شكل الأحواض إلى البيضوي المنتظم مع الشاخص على شكل جدار ممتد لمسافة نحو 40 متراً بدلاً من العمود، وفصل حركة الراجمين إلى مسارين يحسن الانسيابية بشكل كبير ويسهل عملية الرجم ويقلل من الحركات المتعاكسة ويؤدي إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، وتوفير ستة أبراج للطوارئ على طول الجسر مع ارتباطها بالأنفاق في الدور السفلي وبمهابط الطائرات العمودية في الدور العلوي يرقى بالخدمات ويطور عمليات الإنقاذ والإخلاء والطوارئ بشكل غير مسبوق، وتعمل أبراج السلالم المتحركة والسلالم العادية في أوقات الطوارئ كأبراج مساعدة على الإخلاء من دور إلى دور وفي عمليات الإنقاذ وإخلاء المبنى ككل، ورحابة الأدوار وسعتها بعرض 100 متر وارتفاعها عشرة أمتار وبطريقة إضاءتها وتشكيلها دون إعاقات من أعمدة ونحوه تُشعر الحاج بوصوله إلى المكان المقصود ورؤيته للشاخص والحوض بسهولة دون عناء، وتلطيف الجو عن طريق التكييف الصحراوي ونثر الرذاذ يساعد على تهيئة بيئة مريحة لأداء عملية الرجم دون أي شد أو إرهاق عصبي، ونظام للمراقبة وقياس الكثافات على الجسر وفي ساحتي الجمرات الشرقية والغربية وشوارع منى إلى نهاية مزدلفة الذي تم ربطه بنظام معلوماتي وتلفزيوني يوصل المعلومات للحجاج في مخيماتهم وفي أماكن وجودهم يساعد على إدارة الحشود والتحكم في الازدحام بما يضمن ـ بإذن الله ـ سلامة حجاج بيت الله الحرام، كما يوفر المنشأ متعدد الأدوار العديد من الفراغات والمساحات الإضافية التي تسهل عملية الرجم، والدعاء وتخدم إدارة المنشأ في الإنقاذ والإخلاء والطوارئ وتقديم خدمات أفضل وأرقى للحجاج، ويتميز المشروع بإمكانية امتداده لعدة مستويات إضافية باستعمال المنحدرات أو السلالم العادية أو الكهربائية ويسهل ربطه بسفوح الجبال الجنوبية والشمالية لخدمة الإسكان المقترح في سفوح الجبال في مشعر منى, وبهذا يعد هذا المشروع مشروع الأجيال والتاريخ, جزى الله كل من أسهم ويسهم فيه بجهد صغيرا كان أو كبيرا خير الجزاء.
ما أهم المشاريع التي تم تنفيذها عام 1428هـ في المشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيته الحرام؟
بفضل من الله سبحانه ثم بمتابعة لصيقة من الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ، وبدعم من ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ استطاعت الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية إنجاز عدد من المشاريع بلغت تكلفتها أكثر من مليار و700 مليون ريال لخدمة ضيوف الرحمن في حج هذا عام 1428هـ ولعل أهمها:
1 ـ تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تطوير جسر ومنطقة الجمرات متمثلة في إنهاء تنفيذ الدور الثاني للجسر مع مباني الخدمات وما يلزم من مرافق بقيمة إجمالية (840 مليون ريال).
2 ـ تنفيذ المرحلة الثانية من امتداد طريق الملك خالد جنوباً عند تقاطع طريق الملك خالد مع شارع الشيخ عبد الله الخياط بحيث يصبح تقاطعاً حراً بقيمة (385 مليون ريال) متضمنة تعويضات نزع الملكيات.
3 ـ تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تصريف السيول والأمطار على سفوح الجبال الشمالية بمنى بعدد ستة عقود متمثلة في تنفيذ السدود، والقنوات الجبلية وطرق الخدمة، وأنفاق سد مجر الكبش إلى سد الشعيب الغربي، والأنفاق من سد الشعيب الغربي إلى منطقة المعيصم، وتطوير شبكة تصريف مياه السيول والأمطار في مشعر منى ومزدلفة, إضافة إلى صرف مياه أمطار السيول في منطقة محطة رفع المياه في عرفات بقيمة إجمالية 262 مليون ريال.
4 ـ تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تصريف مياه السيول والأمطار على الطرق الرابطة بين المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والطرق الداخلية في مكة المكرمة بعدد ثلاثة عقود متمثلة في عبارات السيول في منطقة الشعيب عند مدخل أنفاق الملك فهد جهة مكة المكرمة والمنطقة من سد الشهداء على طرق مكة المدينة السريع وحتى وادي ياج، ومنطقة الغسالة بقيمة 135مليون ريال.
5 ـ تنفيذ خزان مياه وشبكة إطفاء الحريق في منطقة مزدلفة بقيمة 70 مليون ريال.
6 ـ تزويد 200 مطبخ بالخيام المطورة في مشعر منى بمواقد طورت خصيصاً بحيث يمكن الطبخ فيها بواسطة الكيروسين بدلاً من استعمال الحطب والفحم بقيمة 20 مليون ريال, وعند نجاح التجربة يمكن استكمال بقية المطابخ, إن شاء الله.
7 ـ إنشاء دورات مياه إضافية في مشعر مزدلفة ومواقف حجاج البر في المعيصم بقيمة 11 مليون ريال.
8 ـ مشروع ثلاثة خطوط نقل عام ترددية في مشعر منى لخدمة الدور الثاني لجسر الجمرات بقيمة 2.5 مليون ريال.
– هل حقق مشروع امتداد طريق الملك خالد جنوباً وشمالاً نقلة نوعية في حركة النقل والمرور في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؟
هذا ما يشهد به كل أبناء مكة المكرمة وزوارها من الحجاج والمعتمرين وأهل الاختصاص من رجال المرور .. فقد كان طريق الملك خالد في منى قبل عام 1425هـ ينتهي عند التقائه بطريق الملك فهد, وقد تم تمديده شمالاً عام 1425هـ لكي يتصل بالشعيب الغربي في منى بواسطة نفقين متوازيين ثم بطريق المعيصم عبر نفقين آخرين ينتهيان بتقاطع حر الحركة مع طريق المعيصم، وفي عام 1426هـ تم تمديد الطريق جنوبا لكي يصل إلى مستشفى النور عبر أنفاق تحت الجبل الذي يفصل العزيزية عن المستشفى, كما تم عمل تقاطعات حرة عند مدخل النفق من الجهتين، وتم هذا عام 1428هـ تنفيذ المرحلة الثانية لتمديد طريق الملك خالد جنوباً بحيث يتم تمديد الممر السفلي المنفذ تحت طريق الطائف ليعبر تحت شارع الشيخ عبد الله الخياط مع ربط الممر السفلي بمنحدرين مع طرق الخدمة وتنفيذ معبرين للمشاة فوقه، ويهدف المشروع بصفة عامة إلى ما يلي:
1 ـ إضافة مخرج ومدخل إضافي عرضي باتجاه الشمال حيث لا يتوافر داخل المشعر سوى جسر الملك عبد الله.
2 ـ تحقيق مدخل ومخرج للطوارئ والخدمات لمنطقة الشعيب الغربي في مشعر منى.
3 ـ تحقيق منفذ جديد لمشعر منى باتجاه الشمال (جهة المعيصم) لتأمين خروج الحافلات من وسط منى دون الحاجة إلى عبور منطقة الجمرات.
4 ـ تخفيف الضغط على طريق الطائف وفك الاختناقات المرورية عند تقاطع طريق الملك خالد مع طريق الطائف.
5 ـ تأمين اتصال مباشر دون إشارات بين مشعر منى ومستشفى النور التخصصي الواقع على شارع مزدلفة.
6 ـ توفير اتصال مباشر بين مشعر منى ومنطقة أجياد قرب المسجد الحرام عبر طريق انسيابي حر الحركة وتأمين حركة الانتقال من المسجد الحرام إلى المشاعر عبر أنفاق كدي الحالية دون إشارات.
7 ـ توفير شريان ينقل الحركة القادمة من جدة إلى الطائف والرياض عبر الشرائع والسيل ومن الطائف والرياض إلى جدة دون المرور بالمنطقة المركزية في مكة المكرمة.
ماذا عن مشروع تصريف السيول والأمطار على سفوح الجبال الشمالية في منى؟
هذا المشروع بقيمة إجمالية 262 مليون ريال, ويهدف هذا المشروع, إضافة إلى ما تم تنفيذه خلال الأعوام الماضية, إلى حماية الحجاج من مخاطر السيول والأمطار, وذلك بصرف مياه الأمطار في منى ومزدلفة وفق منظومة متكاملة من عناصر التصريف المختلفة التي تقوم بدور متسلسل في استقبال ونقل وتحويل مياه الأمطار والسيول في الجبال الشمالية بعيداً عن مشعري منى ومزدلفة, وكذلك تحسين أداء أنظمة التصريف القائمة ومعالجة المشكلات الحرجة ببعض المناطق بحيث تقوم جميع هذه العناصر معاً بمواجهة أمطار لفترة ترددية تصل إلى 50 سنة.
ويشمل هذا المشروع
1 ـ إنشاء ثلاثة سدود خرسانية على مخرات السيول الرئيسية شمال مشعر منى في المناطق التالية: منطقة الشعيب الغربي، منطقة شمال طريق الملك خالد قرب المربع 28، منطقة مجر الكبش .. تستوعب مناطق التجميع خلف السدود ضعف حجم المياه المتجمعة من سيل فترة ترددية 50 عاماً، كما تستوعب مناطق التجميع خلف السدود خمس مرات حجم الترسبات المتوقعة من سيل ذي فترة ترددية 50 عاماً .
2 ـ إنشاء أنفاق لتحويل المياه المتجمعة خلف السدود إلى منطقة المعيصم, وتنتهي هذه الأنفاق في منطقة المعيصم إلى عبارة صندوقية ومنها إلى منطقة تجميع المياه حيث تتسرب المياه بالأرض لتغذية المياه الجوفية في حوض التخزين.
3 ـ إنشاء قنوات مفتوحة لتجميع وتحويل مياه سفوح الجبال إلى السدود وتبدأ هذه القنوات من الجبال المحيطة برأس الشعيب الشرقي وحتى بداية مشعر منى من جهة أنفاق الملك فهد. روعي في قطاعاتها أن تستوعب مياه الأمطار المتدفقة لفترة ترددية 50 عاما, وأن يتم تثبيت الميول الجانبية للقطع الصخري في الجبال بطريقة آمنة. وكذلك إنشاء طرق الخدمة للوصول إلى الأقنية وصيانتها.
4 ـ تدعيم ورفع كفاءة عبارة وادي محسر عن طريق تغيير حجم العبارات القائمة إلى أكثر من الضعف مع تدعيم المصب خارج مشعر منى.
ويبلغ إجمالي طول الأقنية المنفذة في سفوح الجبال شمال منى 4200 م وهي تلتقط مياه الأمطار المتساقطة على المناطق الواقعة فوق منسوبها وتوجهها إلى خزانات التجميع خلف السدود يبلغ العرض الأدنى للأقنية 5.00م وارتفاع جوانبها لا يقل عن 2.50م. تم تنفيذ طرق يمكن أن تسلكها المعدات وتتصل بالأقنية من عدة منافذ وذلك لغرض صيانة وتنظيف الأقنية. ويبلغ إجمالي طول هذه الطرق 2800م.
بماذا يتميز مشروع شبكة إطفاء الحريق بمزدلفة؟
هذا المشروع بقيمة 70 مليون ريال, ويهدف إلى تنفيذ نظام متكامل لإطفاء الحريق في مشعر مزدلفة أسوة بما تم تنفيذه خلال الأعوام السابقة في كل من مشعري منى وعرفات. ولكن الدفاع المدني طلب تزويد نظام إطفاء الحريق في مزدلفة بنظام إطفاء الحرائق البترولية باستخدام الرغوة المضخوخة مع المياه لمعالجة وذلك لأن طبيعة الحرائق التي ربما تحدث في مشعر مزدلفة ـ لا سمح الله ـ تكون في معظمها حرائق بترولية وذلك نظراً لوجود أعداد كبيرة من الحافلات والسيارات, وتضمن المشروع:
1 ـ إنشاء شبكة متكاملة لمياه إطفاء الحريق مؤلفة من خطوط أنابيب رئيسية وخطوط فرعية لتغذية فوهات إطفاء الحريق بحيث تغطي هذه الفوهات كل الطرق ومواقف الحافلات وطرق وساحات المشاة حسب الأنظمة العالمية ومواصفات الدفاع المدني مع جميع المتطلبات اللازمة لنظام إطفاء الحريق ويتم ربط هذه الشبكة مع شبكات إطفاء الحريق القائمة في مشعر منى.
2 ـ إنشاء خزان على سفح أحد الجبال المطلة على مزدلفة من الجهة الشمالية سعة 20.000 م3 لتأمين تغذية شبكة إطفاء الحريق بالمياه مع كل ما يلزم من خطوط أنابيب لتغذية الخزان بالمياه من قبل وزارة المياه والكهرباء وعمل التمديدات والأنابيب التي تغذي شبكة الحريق مع جميع الأعمال الملحقة من تنفيذ طريق يؤدى إلى الخزان والإنارة حسب المواصفات العالمية للطرق.
هل سيتم العمل فعلاً بمطابخ الكيروسين في مشعر منى؟
نعم, ويهدف المشروع إلى تنفيذ الطهي باستخدام الكيروسين كبديل عن استخدام الحطب وكحل دائم يراعي متطلبات البيئة والسلامة وذلك لعدد 200 مطبخ كمرحلة أولى من المطابخ القائمة والبالغ عددها 1200 مطبخ ضمن مشروع الخيام المطورة لإسكان الحجاج في منى بحيث يمكن تقديم خدمة أفضل للحجاج. وقد تم اعتماد النظام وتطويره وتحديثه خلال موسمي الحج الماضيين تحت إشراف لجنة من الجهات المختصة بما في ذلك الدفاع المدني, وتم إجراء كل التعديلات الفنية اللازمة لتحقيق وسائل الأمن والسلامة طبقاً لمتطلبات اللجنة التي أوصت بتنفيذ النظام, وهذا المشروع بقيمة 20 مليون ريال
هناك نقص واضح في دورات المياه الموجودة في المشاعر المقدسة ما أهم الجهود المبذولة لحل هذه المشكلة؟
تقوم الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية حالياً بعمل دراسة متكاملة لتخطيط وتصميم وتطوير دورات المياه في المشاعر المقدسة بهدف الارتقاء بالمعدلات الحالية وتقدير الاحتياجات المستقبلية حتى سنة 1450هـ, إضافة إلى إنشاء دورات مياه جديدة بعيدة عن محاور الحركة والطرق منعاً للافتراش وبحيث لا تسبب أي إعاقة للحركة والمواصلات، وفي هذا العام 1428هـ وإضافة إلى ما سبق تنفيذه من قبل تم إنشاء 40 مجمعاً لدورات المياه في مشعر مزدلفة ويتكون كل مجمع من 20 دورة مياه, إضافة إلى عشرة مجمعات في مواقف حجاج البر في المعيصم يتكون كل مجمع من ست دورات ويبلغ إجمالي عدد الدورات لكامل المشروع 860 دورة بقيمة إجمالية 11 مليون ريال.
أخبرنا ما جديدكم في برامج تفويج الحجاج؟
بكل صدق على الرغم من إعلان برامج لتفويج الحجاج بشكل سنوي إلا أنه لم يكن هناك بالفعل أي خطط مما ذكر حتى المطوفون أنفسهم قالوا لم يكن هناك تفويج بالمعنى الدقيق، العام الماضي شارك عدد كبير من الشباب مع وزارة الحج، ومجموعة كبيرة من المتعاونين من الجامعات بلغوا نحو 500 شخص اشتركوا في ضبط التفويج أي ما يسمى سنة أولى تفويج، هذا بالفعل كان عاملا من عوامل النجاح وكان هناك تعاون واضح بين الحاج والمطوف ووزارة الحج هي التي تشرف على ذلك ونحن ندعمها, وهذه السنة ربما يكون لدينا ألف متعاون لضبط التفويج.
العام الماضي وعن طريق بحث قام به معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج يقول إن التفويج كان ناجحاً بنسبة 60 في المائة, هذه السنة نطمح إلى أن تكون النسبة 70 في المائة, وهذا سيكون أمرا رائعا جداً.
سعاده الشيخ غالب ابى يعمل بالحرم المكى منذ 18 عام ويسكن على حسابه الخاص ارجوا من الله ثم منكم التكرم بصرف بدل سكن لابى وفقكم الله بما فيه خير البلاد والعباد اسم ابى عبده ابراهيم على