الملك … والميزانية… والتاريخ

 د. فائز بن سعد الشهري

لا شك أن التاريخ سجل أعلى ميزانية عامة لمملكتنا الحبيبة للعام المالي 2007م ولا شك أننا فرحنا جميعا بها, ولا شك ان ذلك يعكس التخطيط السليم بتوفير أحد أهم عناصر التنفيذ والنجاح لخطط التنمية والمتمثل في توفير الموارد المالية الكافية, ولا شك أن التاريخ سجل ميزانيات في الماضي نعيش اثرها واقعا ملموسا في الوقت الحالي ولكن الجميل اننا عشنا اثر تلك الميزانيات السابقة واكتسبنا الخبرة الكافية ووقفنا على جميع نقاط القوة والضعف لمراحل التخطيط والتنفيذ بالتفصيل وفي ظل رعاية دائمة من ولاة أمر يحكمون بشرع الله وسنة نبية نسأل الله أن يحفظهم ويرزقهم البطانة الصالحة.
ميزانية تاريخية لم نستغربها ولم نتفاجأ بها فلو عدنا قليلا الى الوراء في تاريخ قريب وليس ببعيد نتذكر ما قاله خادم الحرمين الشريفين ملك التنمية المتوازنة ( بإذن الله نحن قادمون على مستقبل واعد… مستقبل من الخير والنماء.. يعم كل منطقة.. ويدخل كل بيت .. ويشمل كل مواطن وما ذلك على الله ثم على عزائم الرجال ببعيد..).
ميزانية تاريخية سبقها ايضا في تاريخ ليس ببعيد توضيح لآليات هامة للتعامل معها وتنفيذها في مراحل التنمية الشاملة من خادم الحرمين الشريفين الملك العادل عندما قال (السرعة لا عذر اليوم) و (من نحن بدون المواطن) و ( ان منهجنا الاسلام يفرض علينا نشر العدل بين الناس لا نفرق بين قوى ولا ضعيف وان نعطى كل ذى حق حقه ولا نحتجب عن حاجة أحد فالناس سواسية فلا يكبر من يكبر إلا بعمله ولا يصغر من يصغر إلا بذنبه).
التاريخ سجل ويسجل ان ولاة أمرنا وعلى رأسهم ملك الإنسانية في مشاركة دائمة وتوجية مستمر بإنسانية ومحبة وشفافية للمسئول والمواطن في جميع مراحل التنمية للمشاركة في تنمية شاملة تاريخية إنسانية متوازنة دون مغامرة طائشة او قفز في الظلام .
التاريخ سجل ميزانيات وجهود سابقة نعيش اثرها الايجابي حاضراً و ذلك بفضل من الله ثم بفظل أجيال سابقة وحاضرة ساهمت وتساهم في مراحل التنمية , وتبقي الميزانية التاريخية لعام 2007 م بحاجة الى جهود يسجلها التاريخ ليعيش اثرها اجيال الحاضر والمستقبل.
ميزانية تاريخية سيسجل التاريخ ان شاء الله اثرها الايجابي في القضاء على المشاكل التنموية كالجهل والمرض والفقر والبطالة بتنمية متوازنة للإنسان والمكان من خلال استراتيجيات وخطط وبرامج تعكس هويتنا الاسلامية الوسطية السمحاء في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والمحاسبة والشفافية لتطوير التعليم كماً ونوعاً ليتناسب مع متطلبات التنمية وتوفير الخدمات الشاملة الفاعلة والتركيز على تخطيط وتنمية المدن الصغيرة والمتوسطة لتخفيف الضغط على المدن الرئيسة والتى تعاني مشاكل اقتصادية واجتماعية وبيئية وتمويل وتنمية المنشآت والمشاريع الصغيرة كونها احد العناصر الهامة الاقتصادية المكملة للمشاريع الاقتصادية الكبرى.
الميزانية التاريخية ومشاريعها التنموية القادمة ستوضح مدى اهمية وفعالية ( المخططات العمرانية الاقليمية والمحلية الشاملة بابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئة والادارية والامنية والمبنية على المعلومة الصحيحة والموارد البشرية المتخصصة والتخطيط بالمشاركة والتنسيق القطاعي والمتابعة والحوار والشفافية والمحاسبة) في المساهمة في إنجاح تنفيذها في المكان والزمان المناسبين ليعيش أثرها أجيال الحاضر والمستقبل. وبشكل عام ستلعب الميزانية ومشاريعها التنموية دوراً أساسا كمعيار تقييم لما استحدث في مراحل التنمية من قرارات واستراتيجيات وسياسات وخطط وبرامج لجميع القطاعات المشاركة في عجلة التنمية.
مع ميزانية كل عام أتذكر موسم هطول الأمطار كونه مصدر رزق وهطوله على المدن والقرى له اثر على الإنسان والمكان ويعكس أيضا أهمية الاستعداد المسبق له. وأخيرا وليس آخر من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود (ملك التنمية المتوازنة):
( إن الدولة ماضية بعون الله في نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج ولن تسمح لأحد بأن يقف فى وجه الإصلاح سواء بالدعوة الى الجمود او الركود او الدعوة الى القفز فى الظلام والمغامرة الطائشة).

جريدة اليوم عدد 12257 صفحة الاقتصاد السعودي
1427-12-16 ـم  2007-01-05 الجمعة

لا تعليقات

  1. Your aesnwr was just what I needed. It's made my day!

اترك رداً على Claudia إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *