أكدت دراسة علمية أن طرق ومحاور مدينة جدة تفتقر إلى العناية والاهتمام من ناحية النظافة والتشجير والمظهر الجمالي، هذا بخلاف عشوائية اللوحات الإعلانية الموجودة على الطرق وعدم وجود مواقف كافية للسيارات وعدم ملاءمة اللوحات الإرشادية، وسوء الأرصفة وعدم وضع المحولات الكهربائية وغرف الهاتف، ووجود حاويات بشكل سلبي على الشوارع. ولفتت ذات الدراسة التي أعدها المهندس عبدالله حي الله العمري والتي أشرف عليها كل من الدكتور وليد عبدالعال والدكتور عبدالحفيظ حفظ الله إلى أن محور طريق الملك فهد (الستين سابقا) لا يرتقي بمكانه كمحور رئيس في المدينة ويفتقر للشكل والمنظور للكثير من عناصر التصميم الحضري الخمسة وهي: النمط الفراغي العمراني، الجماليات، الشخصية المعمارية للمباني، المعالجة البيئية والتنسيق الفراغي، التصور البصري.
ووقع اختيار الدراسة على محور طريق الملك فهد بمدينة جدة لكونه يربط شمال المدينة بوسطها، وباعتبار أنه من أهم محاور التنمية، ووجود الفرص التجارية عليه، وتقاطعه مع العديد من الطرق المهمة.
واعتبرت الدراسة أن الطرق من أهم وسائل المواصلات في المملكة بشكل عام وفي مدينة جدة بشكل خاص ويرجع السبب في ذلك إلى أن التنقل داخل المدينة يقتصر على الطرق، مبينة أن الطرق في مدينة جدة تحتاج إلى عناية واهتمام خاص من عدة جوانب منها صيانة هذه الطرق والمحافظة على نظافتها وسفلتتها.. إلخ.
وأبانت الدراسة أن مدينة جدة تعتمد على الطرق في المواصلات بشكل رئيس وتعتبر هذه الطرق محاور لتنمية في المدينة، مقسمة هذه الطرق إلى عدة مستويات وهي: طريق رئيس، طريق شرياني، طريق تجميعي، طريق محلي.
تصميم حضري
وتهدف الدراسة إلى توفير تصميم حضري فريد لمحور من أهم المحاور الرئيسة والتجارية في مدينة جدة وهو محور طريق الملك فهد والذي تم اختياره للعديد من الأسباب، ولتقوية التصميم الحضري للمحور ورفع كفاءة الطريق، ولتقوية الشخصية المعمارية للمباني، وتقوية العناصر البصرية الموجودة على المحور، وزرع ورصف المحور وإنارته، وإعادة دراسة ارتفاعات المباني وتوفير بؤر بصرية قوية على المحور.
ثم سلطت الدراسة الضوء وركزت اهتمامها بالمستوى الأول من الطرق وهي الرئيسة وفي مدينة جدة، وقد حددت أمانة مدينة جدة هذه الطرق لتكون محاور رئيسة للتنمية وهي: طريق الكورنيش، طريق الملك فهد، طريق المدينة، طريق الأمير ماجد، طريق الملك عبدالله، الكورنيش الجنوبي، طريق الملك فيصل، طريق الليث، طريق الملك عبدالعزيز (الأندلس).
وتبدأ دراسة محور طريق الملك فهد من ناحية التصميم الحضري للمحور ولهذا الجانب 5 عناصر رئيسة وهي: النمط الفراغي العمراني، الجماليات، الشخصية المعمارية للمباني، المعالجة البيئية والتنسيق الفراغي، التصوري البصري، مشيرة إلى أن هذا المحور لا يرتقي بمكانه كمحور رئيس في المدينة إذا يفتقر من ناحية التصميمية للشكل والمنظور للكثير من هذه العناصر الخمسة.
خمسة عناصر
وقسمت الدراسة لتصميم الحضري إلى 5 عناصر رئيسة وهي: (النمط الفراغي العمراني)، وعرفته بأنه نتائج أنشطة إنسانية تحدد ملامح الفراغ وطابعه وصفاته وتدخل هذه الأنشطة والوظائف في الفراغات كجزء من الصورة البصرية يتجه تخطيط مدينة جدة بشكل عام إلى التخطيط الشبكي، مبينة أن هذا النوع من التخطيط يشمل المحاور الرئيسة للمدينة، مشيرة إلى أن الرتابة البصرية ممتدة على طول المحاور الرئيسة وهذا يضعف الطابع البصري للمدينة وكذلك إلى قلة المناظر. بينما كان (التخطيط الشبكي) كما هو معروف من أسهل أنواع التخطيط التي لا تتطلب من المصمم الحضري مجهودا كبيرا، ومن مميزات النمط الشبكي التخطيطية أنه يدعم ويبرز الجانب العقلاني في تخطيط خدمات البنية التحتية والحركة المرورية ومن ميزاته كذلك سهولة التعامل حسابيا مع المساحات وإمكانية التحكم فيها عند التصميم والإنزال على الطبيعة بحيث يقلل من الفاقد الفراغي.
ثم (الشخصية المعمارية للمباني) حيث إن التعاليم الإسلامية من مصادر التشريع في القرآن والسنة لها انعكاسات ملموسة على الجوانب العمرانية وأساليب المعيشة والعادات والتقاليد في المجتمعات الإسلامية وتحديدا فإن هذه العوامل تؤثر بصورة أو بأخرى على التوزيع المكاني الفراغي للأنشطة على مستوى المناطق السكنية والعلاقات الأفقية والرأسية عامة في تكوينها والقيم الجمالية والألوان والزخارف وما إلى ذلك وعلى مر العصور ومنذ عصر الإسلام الأول باتت تتبلور فكرة العمارة الإسلامية انطلاقا من تلك المفاهيم حيث عرفت بتميزها عما سواها من الاتجاهات المعمارية ويبدو ذلك واضحا إذا تمعنا في التوزيع المكاني للمدن وأحيائها السكنية. أما (المعالجة البيئية وتنسيق الفراغات للمحاور) فتتم عن طريق استغلال الفراغات على طول المحور لكي يتم تشجيرها وانارتها ورصفها.
سلبيات قائمة
ثم بينت الدراسة السلبيات القائمة على محور طريق الملك فهد كالتالي: عدم وجود نمط معماري مميز، تفتقد للتشجير المناسب، عشوائية اللوحات الإعلانية، اختلاف أعمدة الإنارة، عدم وجود مواقف كافية للسيارات، كثرة العوائق في أرصفة المشاة، عدم ملاءمة اللوحات الإرشادية المستخدمة، اختلاف المناسيب في أرصفة المشاة، ضيق أرصفة المشاة، وضع المحولات الكهربائية والهاتف في وسط أرصفة المشاة، وضع حاويات المخلفات على الشارع وبجوار أرصفة المشاة، ومن هذه الناحية يضعف في المحور الاهتمام بالنواحي الجمالية والقيم البصرية العالية وكذلك صلابة الشكل الهندسي للمحور التي أدت إلى محدودية المناظر والقيم البصرية النوعية ورتابتها كما أن الشخصية العمرانية والصورة الذهنية والانطباعية البصرية ضعيفة على كامل المحور، ومما يزيد المشكلة تعقيدا أنظمة ولوائح التحكم في النمط العمراني التي يكون هدفها مركزا على تحقيق عدالة الفرص في التطوير العمراني من خلال المساواة في الارتدادات والارتفاعات ونسب البناء ومساحات قطع الأراضي في ظل تلك المؤثرات إضافة إلى رغبة الملاك في الاستفادة القصوى من مسطحات البناء المسموح بها، تنشأ كتل مبان متشابهة عادة ما تتسم بالتكرار، ومن ثم تدعو إلى الرتابة على كامل المحور، كما يتوفر على محور طريق الملك فهد كثير من الأراضي البيضاء التي لم تستغل بشكل جيد حتى الآن وتوجد هذه الأراضي في أماكن حساسة وأماكن لا يتوفر فيها أراضٍ بيضاء بهذه المساحات الكبيرة، لذلك نوصي باستغلال هذه الأراضي استغلالا أمثل واستثماراها فيما يخدم المحور بشكل أفضل.
كما أن التقاطعات والميادين على محور طريق الملك فهد لم تلقَ اهتماما كافيا إذ تفتقر إلى المجسمات الجمالية والتشجير المناسب وإلى التنوع في التشجير وعدم استخدام العناصر المائية فيها، أما ممرات المشاة فإنها يوجد بها الكثير من العوائق على ممرات المشاة، مثل حاويات القمامة وأعمدة الإنارة ومحولات الكهرباء واللوحات الإرشادية وكذلك الحفر الناتجة عن أعمال الحفريات والتشجير الموجود في مكان غير مناسب، والحدائق والتشجير وأثاث الشارع، كما يوجد كذلك الكثير من السلبيات من هذا الجانب وأهمها: عشوائية اللوحات الإعلانية وعدم وجود تناسق في ما بينها يوصي بوضع معيار لها لتنظيمها، وعدم وجود معيار ينظم اللوحات الدعائية، بالإضافة إلى أن لكل معرض يستخدم تشجيرا وإنارة خاصة به ولا تمت بما حوله بصلة، واستخدام التشجير بشكل عشوائي على طول المحور، وعدم استخدام أثاث الشارع المناسب، وقلة الاهتمام بممرات المشاة وعدم تشجيرها أو تضليلها، ووجود الكثير من العوائق في ممرات المشاة.
بسام بادويلان – جدة
================================================
الإثنين 24 جماد الآخر 1428 – الموافق – 9 يوليو 2007 – ( العدد 16147)