بقلم الدكتورة / هدى عبد الرحمن الشيال
مدرس بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
مدينة ٦ أكتوبر
لقد تحرك الفكر التخطيطي منذ نهايات القرن التاسع عشر لإيجاد نظريات ومفاهيم
لحل مشاكل المدن ولوضع تصورات ورؤى جديدة تتناسب وتتواءم مع التغيرات
التي حدثت في أساليب الحياة ووسائل الإنتاج من العصر الزراعي إلى العصر
الحديث. ظهرت أفكار سوريا ماتا للمد ينة الشريطية ثم المدينة الحدائقية فرؤية
لوكوربوزية لمدينة الغد مستفيدًا من التطورات التكنولوجية الكبيرة في عالم
الخرسانة والإمكانيات الهائلة للامتداد الرأسي. كذلك تطور وسائل المواصلات وما
أعطته من إمكانية الحركة على أكثر من مستوى سواء الحركة على مستوى
الأرض أ و في أنفاق إلى غير ذلك من مستجدات وما أدى لتعدد الأفكار لمدينة الغد
وصو ً لا إلى المدينة الجلوبل أو ما أطلق عليها المدينة المليونية نتيجة التركيز
والتجميع الشديد في الخدمات وما أدى إلى تركيز الوظائف وإمكانيات العمل
وبالتالي ارتفاع الكثافة السكانية للمدن ومراكز المدن .إن هذ ه النظريات والآراء
تطورت منذ ١٨٢٢ م حتى منتصف القرن العشرين تقريبًا، لقد انتقل العالم من
العصر الصناعي بسرعة إلى عصر التجارة وتطورت وسائل المواصلات سواء
البري أو البحري أو الجوي ثم انتقل بسرعة فائقة إلى عصر الاتصالات حيث
النمو التكنولوجي والنمو المعرفي السريع ليس من عام إلى أخر ولا من يوم إلى
أخر بل من ساعة إلى أخرى . فأصبح العالم الآن نتيجة هذا العصر الجديد عصر
الاتصالات أصبح عالم وكيان واحد وكما استفادت معظم أفكار المخططين في
آواخر القرن ١٩ من الثورة الصناعية ومزايا الت قدم الصناعي وشكلت هذ ه الأفكار
ملامح مدينة اليوم ، يجب أن نستفيد كمخططين في نهايات القرن العشرين
وبدايات القرن الواحد والعشرين من المزايا والتقدم السريع في التكنولوجيا الرقمية
كما يجب أن نستفيد من التطورات السريعة في التكنولوجيا الصناعية سواء على
نطاق م ا يمكن إكتشاف ه من وسائل طاقة حديثة غير ملوثة للبيئة أو وسائل نقل
ومواصلات أو مواد وأساليب بناء جديدة.
لطفا ارجو تزويدي بالبريد الالكتروني الخاص بالدكتوره هدى عبدالرحمن الشيال وشكرا